تحدث نشطاء من مجتمع الميم إلى هيومن رايتس ووتش لمواجهة تلك الخرافات، ووصف كيف تؤثر الخرافات والقوالب النمطية على حياتهم.
تم نشر هذا المقال أولاً على موقع منظمة هيومن رايتس ووتش بتاريخ 24 حزيران 2019
عندما أصدرت “هيومن رايتس ووتش” و”المؤسسة العربية للحريات والمساواة” “لست وحدك: أصوات من مجتمع الميم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”في أبريل/نيسان 2018، ساعدت مقاطع الفيديو على إيصال رسالة إلى الأشخاص المعزولين من المثليين/ات ومزدوجي/ات التوجه الجنسي ومتغيري/ات النوع الاجتماعي (مجتمع الميم) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مفادها أنه من الممكن أن يتصالح المرء مع هويته، ويجد الدعم ويكون جزءا من مجتمع صامد. الآن، ينظر مقطع فيديو جديد لـ هيومن رايتس ووتش والمؤسسة العربية للحريات والمساواة إلى الخرافات التي تحيط بمجتمع الميم في العالم العربي. تحدث نشطاء من مجتمع الميم إلى هيومن رايتس ووتش لمواجهة تلك الخرافات، ووصف كيف تؤثر الخرافات والقوالب النمطية على حياتهم.
“هويتك ليست نتيجة صدمةن انها بداخلك وهي شيء طبيعي” فاروق عاشور، ليبيا
كرجل مثلي بشكل علني وناشط من مجتمع الميم، قال فاروق عاشور لـ هيومن رايتس ووتش إنه واجه تهديدات بالقتل من قبل الميليشيات في ليبيا. في البداية لم يأخذها على محمل الجد، ولكن أتت مجموعة من الميليشيات إلى مكتبه.
أدرك أنه ليس بمأمن في بلاده وهو الآن يلتمس اللجوء في هولندا. قال إنه لا يمكن أن يعيش بحرية في ليبيا، خاصة وأن بعض الناس ما زالوا يعتقدون أن كون الإنسان من مجتمع الميم هو مرض.
قال، “الأمر ليس مرضا أو مشكلة تحتاج إلى معالجة”، مضيفا أن على سكان المنطقة البحث عن إجابات في المكان الذي يثقون فيه أكثر – سواء أكان ذلك الدين أو الدراسات الطبية.
في 1992، أزالت “منظمة الصحة العالمية” المثلية الجنسية من التصنيف الدولي للأمراض. منذئذ، صرحت الجمعيات الطبية في جميع أنحاء العالم، من لبنان إلى البرازيل مرورا بالهند، أن الانجذاب إلى الأشخاص من نفس الجنس ليس اضطرابا عقليا.
يلبس فاروق ملابس فاقعة الألوان ويعتنق أسلوبه المفعم بالحيوية، وهو ما لم يفعله في وطنه خوفا من لفت الأنظار.
قال: “عمري 30 عاما، ولكني شعرت أنني ولدت مجددا في هولندا”.
طوال حياته، صادف فاروق أشخاصا يصدقون الخرافة القائلة إن صدمة في الطفولة هي ما “جعلته” مثليا.
وقال، “إنها الخرافة الأكثر إزعاجا التي واجهتها”، مضيفا أن حتى بعض الأشخاص من مجتمع الميم يعتقدون أن توجههم الجنسي أو هويتهم الجندرية هي نتيجة للصدمة.
خلال عمله كناشط، التقى فاروق رجلا يعتقد أنه مثلي الجنس لأنه تعرض لصدمة جنسية وهو طفل. كان على فاروق أن يشرح له أن أشخاصا آخرين لم يعانوا من الصدمات كانوا مثليين أيضا، وهذا أمر طبيعي تماما.
تبديد هذه الخرافة يمثل تحديا، حيث لا يستطيع الأشخاص من مجتمع الميم في ليبيا التحدث بحرية وصراحة. نظرا لأن كانت لديه موارد ودائرة من الأصدقاء من مجتمع الميم، أيقن فاروق سخافة الفكرة القائلة إن صدمة الطفولة تسبب المثلية الجنسية. ولكن بالنسبة للأشخاص الذين هم وحدهم، قد يكون الأمر أصعب بكثير.
قال فاروق، “بالنسبة للأشخاص من مجتمع الميم أقول: هويتك ليست ناتجة عن الصدمة، فهي بداخلك وهي طبيعية تماما. يجب ألا تلوم نفسك على من تكون”.
“سوف يتقبلك والداك عاجلاً أم آجلاً، حتى ذلك الوقت، انها مشكلتهم”. ليز، الجزائر
ليز، وهي امرأة متغيرة النوع الاجتماعي من الجزائر، هي من مؤسسي واحدة من أوائل مجموعات مجتمع الميم في شمال أفريقيا. قالت إنها هربت من الجزائر في 2009 بسبب تهديدات بالقتل – في أحد التهديدات، قيل لها إنها ستُقتل إذا لم تغادر البلاد خلال 10 أيام.
عاشت لفترة في لبنان. لكن عندما احتجزتها الشرطة بسبب التباس في هويتها، وأبقوها رهن الاحتجاز – حتى بعد توضيح الأمر – لأنها كانت متغيرة النوع الاجتماعي، ظنت أنها لن تخرج أبدا. كانت خائفة من أنها إذا خرجت، فإنهم سيعيدونها إلى الجزائر، حيث كانت تخشى على حياتها.
تعيش الآن في أوروبا، حيث تدرس الحقوق.
تتحدث ليز، بابتسامتها الودية وصوتها اللطيف، بعمق عن الطريقة التي أضرت بها المفاهيم الخاطئة عن كونها متغيرة النوع الاجتماعي.
نظرا لأنها ´كوير´ بالإضافة إلى كونها متغيرة النوع الاجتماعي، فهي تتعامل دائما مع أسئلة من أشخاص لا يفهمون سبب تحولها إلى أنثى إذا كانت تنجذب أيضا إلى النساء.
وقالت: “الأمر يزعجني كثيرا، أولا لأنه ليس من شأن أي شخص، ولكن أيضا، كوني متغيرة النوع الاجتماعي لا يعني أنني ´سترِيْت´ (مغايرة التوجه الجنسي). نحن بحاجة إلى الخروج من هذه الثنائيات لأنها مضرة للجميع”.
كافحت ليز لفترة طويلة لأنها لم تكن لديها فكرة أن تغيّر النوع الاجتماعي ممكن. تعرضت للتخويف من قبل معلميها وأقرانها بسبب التصرف بأنثوية وافترضت لوقت طويل أنها رجل مثلي.
لا تزال معظم البلدان لا تعترف رسميا بمتغيري النوع الاجتماعي أو تسمح لهم بتغيير جنسهم في الوثائق الرسمية بشكل قانوني.
“ظللت أشعر بأن هناك شيئا مفقود، وأنه لا يوجد أحد يشبهني، وأن هناك مشكلة بي”.
عندما شاهدت ليز أخيرا امرأة متغيرة على التلفزيون، كانت غارقة في السعادة.
تحدت عائلة ليز خرافة أخرى تمت مناقشتها في هذا الفيديو – وهي أن الآباء والأمهات العرب لن يتقبلوا أبدا أولادهم من مجتمع الميم. على الرغم من أن الأمر استغرق بعض الوقت، قبلت أسرة ليز هويتها، بمساعدة أختها.
“الآن، يخاطبني [والدي] بصفتي ابنته ولا يتحدث عن الماضي، فهو يحبني كما أنا الآن”.
وعندما سئلت ليز عما ستقوله لمتغيري النوع الاجتماعي، قالت إنها توصيهم بالبحث عن الدعم والتوجيه.
قالت: “أهم شيء في حياتك هو أنت”.
اضغطوا هنا لقراءة التقرير كاملاً.