يدين المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) استهداف إسرائيل للصحفيين ووسائل الإعلام في غزة، محذراً من أن الإفلات من العقاب قد وفر حافزاً لارتكاب جرائم ضد الإعلام الفلسطيني.
تم نشر هذا البيان أولاً على موقع مركز مدى بتاريخ 16 أيار 2021
يستنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات لإعلامية (مدى) استهداف قوات الاحتلال للصحفيين/ات والمؤسسات الإعلامية في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في الحادي عشر من الشهر الجاري، لحجب ما يرتكبه من جرائم هناك ضد المدنيين.
ورصد مركز مدى حوال 50 انتهاكا للحريات الإعلامية خلال هذه الأيام والتي تدرجت من بين إصابات لصحفيين أثناء تغطيتهم للأحداث وما بين قصف وتدمير لمؤسسات إعلامية.
وقصفت قوات الاحتلال مجموعة من الأبراج التي تضم عدد كبير من المؤسسات الإعلامية منها برج الجوهرة الذي يضم ما لا يقل عن 11 مؤسسة إعلامية، فيما أعادت تكرار الجريمة بقصف برج الجلاء يوم أمس السبت حيث دمرته بالكامل والذي يحتوي على مكاتب لعدد من المؤسسات من بينها قناة الجزيرة ووكالة أسوشيتد برس ومكتب قناة الميادين وغيرها.
وأفاد مراسل قناة الجزيرة هشام سمير زقوت (37 عاما) بأنه قد تم إطلاق عدد من الصواريخ التحذيرية على برج الجلاء الكائن في شارع أحمد عبد العزيز وسط مدينة غزة، بعد نصف ساعة من تلقي مالك البرج لاتصال هاتفي منهم، إلا أن هذه الصواريخ لم تمهلهم أكثر من عشر دقائق ليتم استهداف البرج بثلاثة صواريخ حوالي الساعة 3:30 عصرا ، تم إطلاقها من طائرات حربية لتدمر البرج بالكامل.
ويعمل في مكتب الجزيرة 23 موظفا/ة، وخسر مكتب القناة خلال هذا القصف أغلب ما يملكه من معدات، مثل أجهزة البث الكمبيوترات، التلفزيونات، الكوابل، الأرشيف باستثناء الكاميرات التي كانت بحوزة طاقم التغطية في الخارج.
كما أفاد محمد بكر اللوح (33 عاما) مراسل راديو الشباب بغزة بأنه قد توجه يوم مساء يوم الخميس 12/5 الساعة 8:30 بصحبة زميليه محمد كساب ويعمل مهندس صوت في الإذاعة، ومحمد موسى ويعمل مصور لنفس الإذاعة، لتغطية تهديد بالقصف لبرج الجوهرة الكائن في حي تل الهوا وسط مدينة غزة، وبعد الوصول للمكان تفاجأوا بضرب البرج مباشرة ولم تكن صواريخ تحذيرية، حيث أصيب الصحفي اللوح برجله اليمنى من شظايا القصف، كما أصيب بكدمات ورضوض واختناق ناتج عن استنشاق الغاز. وبعد انتهاء التغطية نقل لمستشفى الشفاء حيث تلقى العلاج اللازم هناك. فيما تلقى زملاءه العلاج الميداني نتيجة لاستنشاقهم الغاز والغبار الناتج عن القصف.
ان المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية “مدى” واذ يذكر بان هذه الاعتداءات لم تكن سوى حلقة في سلسلة اعتداءات اسرائيلية واسعة وخطيرة ومتكررة ضد الحريات الاعلامية في فلسطين فإنه يجدد مطالبته المؤسسات الدولية المعنية بالعمل حماية الصحفيين والمؤسسات الاعلاممية، وملاحقة مرتكبي هذه الاعتداءات وتقديمهم للعدالة، حيث ان التجربة أثبت ان افلات مرتكبي هذه وغيرها من الجرائم من العقاب شكل على مر السنين حافزا لهم للاستمرار في ارتكابها.