"تهدف الاعتقالات التعسفية لعشرات النشطاء إلى قمع الاستياء الشعبي مع استمرار الإفلات من العقاب والانتهاكات الحقوقية".
نشر أولًا على هيومن رايتس ووتش.
اعتقال 12 على الأقل قبل ذكرى اندلاع الاحتجاجات
قالت “هيومن رايتس ووتش” اليوم إن السلطات الإيرانية اعتقلت ما لا يقل عن 12 ناشطة وناشط وصعّدت الضغط على مجموعة واسعة من المعارضين السلميين قبيل الذكرى السنوية للاحتجاجات التي عمت البلاد العام 2022. قمعت السلطات بوحشية الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اندلعت بعد وفاة مهسا (جينا) أميني (22 عاما) أثناء احتجازها لدى شرطة الآداب التعسفية في 16 سبتمبر/أيلول 2022، ما أسفر عن مقتل المئات واعتقال آلاف المتظاهرين.
في 16 أغسطس/آب 2023، أفادت المنظمة المستقلة لحقوق المرأة “بیدارزنی” أن قوات الأمن الإيرانية داهمت عددا من المنازل واعتقلت 12، بينهم 11 مدافعة عن حقوق المرأة وناشطا سياسيا. أفادت بيدارزني أن النيابة العامة رفضت تزويد العائلات بمعلومات عن التهم الموجهة إلى المحتجزين.
قالت تارا سبهري فَر، باحثة أولى في شؤون إيران في هيومن رايتس ووتش: “تتَّبِع السلطات الإيرانية أسلوبها المعتاد في ممارسة أقصى قدر من الضغط على المعارضين السلميين قبل ذكرى وفاة مهسا أميني. تهدف الاعتقالات التعسفية لعشرات النشطاء إلى قمع الاستياء الشعبي مع استمرار الإفلات من العقاب والانتهاكات الحقوقية”.
في 17 أغسطس/آب، أفادت “وكالة أنباء تسنيم” المقربة من استخبارات “الحرس الثوري الإيراني” أن مكتب المخابرات العامة في محافظة گيلان أصدر بيانا قال فيه إنه اعتقل شبكة من 12 شخصا “كانوا يخططون لزعزعة الأمن”. قال البيان الصحفي إن السلطات اتهمت قادة الشبكة، دون تقديم أي دليل، بالمشاركة في تدريبات تهدف إلى “الإطاحة الناعمة” بالنظام. اعتادت المخابرات والسلطات القضائية توجيه تهم غامضة تتعلق بالأمن القومي في إجراءات قضائية لا تفي بالمعايير الدولية.
الأشخاص الـ 12 المعتقلون في 16 أغسطس/آب، بحسب بيدارزني، هم ياسمين حشدري من أنزلي، ونگین رضايي من فومن، وشيوا شاه سياه وواحده خوش سيرت من لاهيجان، وجلوه جواهري، وزَهرا دادرس، وزُهره دادرس، ومتين يزداني، وفروغ سمیع نیا، وآزاده چاوشیان، وسارا جهاني وزوجها الناشط السياسي هومن طاهري. كانت جلوه جواهري وفروغ سميع نيا من بين مجموعة من مدافعات عن حقوق المرأة بدأن حملة لمنع العنف الأسري في نوفمبر/تشرين الثاني 2016. كان كلاهما قد اعتُقل في ديسمبر/كانون الأول 2019.
استدعت السلطات ناشطات ونشطاء آخرين واعتقلتهم خلال الأسبوع الماضي في جميع أنحاء البلاد. أفادت “وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان” (هرانا) في 17 أغسطس/آب أن السلطات في محافظة گيلان اعتقلت مهسا بصير توانا، شقيقة مهران بصير توانا، الذي قُتل خلال احتجاجات 2022 المناهضة للحكومة. أفادت هرانا أيضا أن المخابرات اعتقلت في 16 أغسطس/آب الهه عسكري، وهي مدوّنة تكتب عن السفر، ونقلتها إلى سجن إيفين بعد أن ذهبت إلى مكتب الجوازات لمحاولة الحصول على جواز سفرها المُصادَر.
وفقا لقناة” تلغرام” التابعة لاتحاد طلابي مستقل، أحال مسؤولو الجامعات طلاب من جامعات “أمير كبير” و”العلامة الطباطبائي” و”خواجه نصير” إلى اللجان التأديبية الجامعية.
في الأسابيع الأخيرة، صعّدت السلطات حملتها القمعية ضد الأقلية الدينية البهائية. وفقا لـ “المجتمع البهائي الدولي”، أعادت السلطات في 13 أغسطس/آب اعتقال 11 مواطنا بهائيا، بينهم جمال الدين خانجاني (90 عاما)، وهو زعيم سابق في الطائفة البهائية كان قد قضى 10 سنوات في السجن، وكذلك ابنته ماريا خانجاني.
سعت السلطات الإيرانية أيضا إلى قمع الفعاليات التذكارية المحتملة لعائلات بعض المتظاهرين الذين قُتلوا في 2022. في 14 أغسطس/آب، أفادت “بي بي سي فارسي” أن السلطات ضغطت على عائلات قتلى الاحتجاجات لتجنب إقامة مراسم تأبين لأحبتهم.
في الأشهر الأخيرة، استدعت السلطات الإيرانية نشطاء كانت قد أفرجت وعفت عنهم قبل أشهر فقط، واعتقلتهم وحكمت عليهم.
قالت سبهري فر: “قد تكون احتجاجات الشوارع قد هدأت، لكن السلطات تواصل حملتها القمعية التي تستهدف نشطاء المجتمع المدني والحقوقيين المخضرمين. ينبغي للدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تحاور إيران أن تضع محنة الحقوقيين في صلب نقاشاتها”.