يتعرض كل من ديما صادق وحسن شعبان إلى موجة جديدة من التهديدات والترهيب.
تم نشر هذا البيان أولًا على موقع مراسلون بلا حدود
بعد أن كانا هدفًا لنشطاء حزب الله في الماضي، تعرّض صحفيان لبنانيان إلى موجة جديدة من المضايقات والتهديدات. تدين منظمة مراسلون بلا حدود عمليات ومحاولات الترهيب هذه، وتشير إلى أن حوالي 30 صحافيًا كانوا عرضة لمثل هذه الأساليب منذ انفجار مرفأ بيروت قبل عامين.
وعن ذلك، أشار مكتب الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود: “نستنكر بشدة الموجة الأحدث من الكراهية التي أطلقها حزب الله ضد الصحفيين في لبنان. يستمر ظهور هذه التهديدات العنيفة وغالبًا ما تؤدي إلى أعمال عنف وقد تصل إلى القتل. نحثّ السلطات اللبنانية على حماية الصحفيَّين المعنيَّين والتحقيق بما تعرّضوا له من ترهيب.”
والصحفيان اللذان تعرّضا لهذه الموجة الجديدة من التهديدات والترهيب على يد مناصري حزب الله بتاريخ 13 أغسطس هما مذيعة الأخبار المعروفة والتي تعمل في قناة MTV ديما صادق، والمصوِّر الصحافي لوكالة بلومبرغ حسن شعبان.
فقد تم استهداف صادق عقب نشرها تغريدة ساخرة عن الدور الإيراني في محاولة اغتيال الروائي البريطاني الأمريكي سلمان رشدي في الولايات المتحدة الأمريكية قبل ذلك بيوم. وتُظهر التغريدة عنوان الرواية المثيرة للجدل لرشدي “آيات شيطانية” وصورة مركبة لآية الله الخميني، أول مرشد أعلى لإيران، إلى جانب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي تم اغتياله بضربة أمريكية عام 2020.
وكان جواد نصر الله، عضو حزب الله وابن زعيم الحزب الشيعي، حسن نصر الله، قد استهدف صادق مباشرة، إذ أعاد نشر تغريدتها واتهمها بأنها “أداة” لحكومات أجنبية. وفي الوقت نفسه، خاطب علي بركات، المنشِد المعروف ومؤلف العديد من الأناشيد التي تمجّد حزب الله، نشطاء الحزب في فيديو مصوَّر دعى فيه “كل من يعتبر الخميني وسليماني مقدسين أن يتصرّف مع ديما صادق”. وسرعان ما بدأت العديد من الحسابات عبر تويتر بتهديدها بالقتل والاغتصاب وغيرها من أعمال العنف، وحتى نشر مكان إقامتها.
يُذكر أن صادق، وهي مسلمة شيعية، معروفة بانتقادها لحزب الله، وهذه ليست المرة الأولى التي تجد نفسها في قلب موجة تهديدات من مناصري حزب الله وحلفائه. وقد ردّت على ذلك بتغريدة قالت فيها: “أتعرض منذ الصباح لحملة تحريض وصلت لحد المطالبة علنًا بهدر الدم.. وعليه أرجو اعتبار هذه التغريدة بمثابة إخبار للسلطات اللبنانية، كما إني أحمّل علنًا ورسميًا قيادة حزب الله المسؤولية الكاملة لأي مكروه قد يقع عليّ من الآن وصاعدا”.
إلى ذلك، قام شخص ما بوضع مسمار معدني في دولاب سيارة شعبان بينما كانت مركونة في قريته في جنوب لبنان، بينما تم تثبيت ورقة باستخدام المسمار كُتب عليها: “فِلّ [اخرُج] من الضيعة يا عميل، يا كلب”. وكان المصوّر الصحافي قد تعرّض قبل أيام لهجوم على يد أنصار حزب الله الذين اتّهموه بالخيانة نتيجة تغطيته لمظاهرة انتقدت حزب الله في نفس القرية. وفي اليوم الذي تلا ذلك الهجوم، وجد رصاصة مثبتة على نافذة سيارته من جهة السائق.
وقد تقدَّم كل شعبان وصادق بشكاوى للشرطة في هذا الخصوص.
يُذكر أنه وبحسب الحصيلة التي أعدتها منظمة مراسلون بلا حدود، قام أعضاء حزب الله بتهديد أو مضايقة حوالي 30 صحافيًا خلال العامين الماضيين. وأولئك المسؤولون عن تلك التهديدات قادرون على تحويلها إلى أفعال، وهو ما تم مع الصحافي والكاتب لقمان سليم الذي قُتل بتاريخ 4 فبراير 2021 بعد تعرضه على مدى أشهر لتهديدات واتهامات مماثلة بأنه “خائن” و”عميل أجنبي”.