آب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: موجز لأهم أخبار حرية التعبير، بناءً على تقارير أعضاء آيفكس.
تمت الترجمة من مقال أصلي باللغة الانجليزية
في البحرين
يصادف الأول من شهر أيلول عيد الميلاد الرابع الذي يقضيه المدافع البحريني عن حقوق الإنسان نبيل رجب في السجن على التوالي. رجب هو المؤسس المشارك لمنظمتين مستقلتين من المجتمع المدني: مركز البحرين لحقوق الإنسان ومركز الخليج لحقوق الإنسان، ولهما عضوية في أيفكس. ويقضي رجب حالياً عقوبة بالسجن مدتها سبع سنوات، وذلك بسبب نشره تغريدات على موقع تويتر في عام 2015 حول ادعاءات بتعذيب السجناء في البحرين، وقتل المدنيين اليمنيين من قبل التحالف الذي تقوده السعودية.
للاحتفال بعيد ميلاده، نشر النشطاء ومنظمات المجتمع المدني رسائل دعم لقضيته، وطالبوا باطلاق سراحه.
لا زالت انتهاكات حقوق الإنسان مستمرة في البحرين، كما هو الحال مع أعمال المقاومة. فبتاريخ 26 تموز، وفي الليلة التي سبقت إعدام علي العربي البالغ من العمر 25 عاماً وأحمد الملالي البالغ من العمر 24 عاماً، قام المصور والناشط البحريني الذي يعيش في لندن موسى محمد، بعرض لافتة كتب عليها: “إنني أخاطر بحياتي من أجل انقاذ حياة رجلين على وشك أن يتم إعدامهما. تصرف الآن يا بوريس جونسون!”. لقد فرّ محمد من البحرين بعد تعرّضه للاحتجاز والتعذيب من قبل السلطات في البحرين عام 2006، وذلك بعد حصوله على حق اللجوء في المملكة المتحدة. وبحسب ما ورد، قام موظفو السفارة بضربه وهددوا بإلقائه من على السطح.
ومع ذلك، تم إعدام الرجلين بعد إدانتهما مع 58 سجيناً آخرين في محاكمة جماعية تمت ادانتها على نطاق واسع. وزُعم أن العربي والملالي قد تعرضا للتعذيب المستمر أثناء اعتقالهما في عام 2017، والاعتقالات اللاحقة لذلك. كما تم حرمانهما من التواصل مع المحامي، وأُرغما على التوقيع على اعترافات، وحُرما من حضور محاكماتهما. وكانت منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، وممثل الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان في الاتحاد الاوروبي من بين العديد من الأصوات التي أدانت عمليات الإعدام.
وقال حسين عبد الله، المدير التنفيذي لمنظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، بأن “تصرفات مسؤولي السفارة هنا مروعة وإجرامية، لكن ليس من المستغرب بالنسبة لنا لأننا نعرف البحرين”.
كما قال جوي هيفارينن، رئيس قسم المناصرة في منظمة المؤشر على الرقابة بأن “الأشخاص الأكثر عرضة للخطر هم الذين يختارون التعبير عن أنفسهم بحرية، سواء كانوا صحفيين أو نشطاء أو مصورين”. وأضاف قائلاً: “….لكن يمكن للمواطنين العاديين أن يتعرضوا أيضاً لعواقب إذا تابعوا أو أعادوا نشر تغريدة أو علقوا أو قاموا بالاعجاب لمنشورات على تويتر والفيسبوك”.
في الوقت نفسه، لفت مركز الخليج لحقوق الإنسان الانتباه إلى تدهور صحة المدافع عن حقوق الإنسان والمدون الدكتور عبد الجليل السنكيس، الذي يقضي حالياً عقوبة بالسجن مدى الحياة في البحرين. وتم حرمان الدكتور السنكيس من العلاج الطبي وحقوق الزيارة العائلية والوصول إلى مستلزمات النظافة بسبب رفضه ارتداء زي السجن.
وقال مركز الخليج لحقوق الإنسان أن ذلك يعتبر “انتهاكاً لقواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء“، واشار أيضاً إلى الظروف السيئة لنحو 600 سجين مضربين عن الطعام منذ 15 آب، احتجاجاً على “ظروف السجن المهينة واللاإنسانية وسوء المعاملة” في نظام السجون في البحرين.
ومن اجل التصدي للحملة المكثفة ضد حرية التعبير في البحرين، دعت المنظمات الأعضاء المبعوثة الخاصة لحرية الإعلام في المملكة المتحدة أمل كلوني، إلى حث حكومة المملكة المتحدة على الوفاء بالتزامها بحماية الصحفيين ووسائل الإعلام الحرة عن طريق الضغط على البحرين لاحترام حرية التعبير وحرية الصحافة.
في إيران
في إيران، اعتقل فيلق الحرس الثوري الإسلامي، المصور الصحفي فروغ علائي والعديد من الناشطات في مجال حقوق المرأة بسبب محاولتهن دخول ملعب أزادي بطهران بشكل غير قانوني لمشاهدة مباراة كرة قدم، وذلك بارتداء ملابس رجال. وكان علائي يوثق محاولة النشطاء تحدي منع النساء من حضور مباريات كرة القدم في إيران.
في آذار، احتُجزت امرأة شابة تعاني من اضطراب ثنائي القطب بسبب محاولتها دخول مباراة في نادي الاستقلال بطهران. وأُفرج عن المرأة بكفالة، وبحسب ما ورد، فقط أحرقت المرأة نفسها خارج مكتب المدعي العام في شهر أيلول بعد أن أبلغها قاضٍ بأنها تواجه عقوبة السجن لمدة ستة أشهر.
إن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا زالت تقوم بمنع دخول النساء إلى الملاعب الرياضية، وذلك من خلال قانون قديم غير مكتوب. إن المفاوضات الجارية بين الاتحاد الدولي لكرة القدم واتحاد كرة القدم الإيراني وضعت ضغوطاً على البلاد لتغيير سياستها، وأدت إلى تقدم محدود. فبعد تهديد ايران باقصائها من الفعاليات الرياضية الدولية، أعلنت إيران مؤخراً أنها ستسمح للنساء حضور مباراة ضمن تصفيات كأس العالم لكرة القدم للرجال في تشرين الأول.
وفي الوقت نفسه، دعت لجنة حماية الصحفيين السلطات الإيرانية إلى إطلاق سراح المصورة الصحفية نوشين جعفري، التي اعتقلت بتاريخ 3 آب. وبحسب ما ورد، فقد صادرت السلطات 35 قطعة من منزلها، بما فيها هاتفها وبطاقات الذاكرة وكاميرات. وتم احتجازها في مكان مجهول، ولم تتمكن أسرتها من الاتصال بها منذ اعتقالها.
وفقاً لبيان صدر مؤخراً عن منظمة مراسلون بلا حدود، فإن إيران حالياً أكثر دولة تقوم بسجن الصحفيات في العالم. وقال رضا مويني، رئيس مكتب إيران / أفغانستان في منظمة مراسلون بلا حدود: “إيران من بين أكثر خمس دول تقوم بسجن الصحفيين في العالم، وهي تحتجز الآن أكبر عدد من النساء بسبب أنشطتهن الصحفية مقارنة بأي دولة أخرى في العالم”.
وخلال شهر آب أيضاً، حكمت إيران على الكاتبة الساخرة البالغة من العمر 27 عاماً، كيومارس مرزبان، بالسجن لمدة 23 عاماً وثلاثة أشهر. كما حكمت على المراسلة الاقتصادية مرزية أميري بالسجن لمدة 10 سنوات ونصف، بالإضافة إلى 148 جلدة.
بالمختصر
في الجزائر، تم حجب خمسة مواقع أخبار محلية مستقلة على الأقل وسط الاحتجاجات المستمرة من اجل الإصلاح السياسي.
في اليمن، قام مسلحون باختطاف الصحفي السابق عبد الحفيظ الصمادي، ليصل عدد الصحفيين الذين تم اختطافهم خلال السنوات الخمسة الماضية إلى 20 صحفي.
يواصل مسؤولو الأمن الكويتيون استهداف الأقلية البدون في البلاد، حيث تعرض العديد من النشطاء للخطف و / أو الاعتقال بعد أسابيع من اعتصام تموز احتجاجاً على عدم وجود حقوق لمجتمع البدون.
في فلسطين، أطلق المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) حملة لمدة شهر تدعو إلى حماية الصحفيات الفلسطينيات. وتسلط حملة وسائل التواصل الاجتماعي الضوء على سلسلة الانتهاكات التي تتعرض لها الصحفيات – اللاتي يمثلن 29.3٪ من الصحفيين المسجلين. ومن بين الانتهاكات التي ركزت عليها الحملة الإصابات الجسدية والاعتقالات والمنع من التغطية من جانب السلطات الإسرائيلية.
كما صدر تقرير مؤخراً عن مركز مدى يبيّن ارتفاع الاعتداءات على الحريات الإعلامية في فلسطين خلال فصل الصيف. حيث تم تسجيل 38 انتهاكاً في شهر تموز لوحده، 16 منها كان اغلاق لصفحات وحسابات صحفيين ووسائل الإعلام على موقع الفيسبوك بحجة انتهاكهم “لمعاييرالفيسبوك”.
في مصر، وبعد أكثر من عام من الاحتجاز التعسفي، تم إطلاق سراح المدون محمد إبراهيم رضوان (المعروف أيضاً باسم “محمد أكسجين”). وخلال فترة الصيف، تم اعتقال ثلاثة صحفيين وألغاء أوامر الإفراج عن الصحافيين بدر محمد بدر ومحمود حسين. كما دعا معهد القاهرة لدراسات حقوق الإنسان إلى إطلاق سراح رامي شعث، وهو معارض السياسي ومنسق لحركة مقاطعة اسرائيل في مصر وهو محتجز منذ 5 تموز.
التطلع إلى الأمام
في فلسطين، يواصل مركز حملة العمل على حماية الحقوق الرقمية الفلسطينية من خلال الفعاليات التي سينظمها، ومن ضمنها مؤتمر حول الأمن الرقمي في شهر تشرين الثاني، والمنتدى الرابع حول النشاط الرقمي الفلسطيني المقرر عقده في شهر آذار 2020.
وفي لبنان، ستستضيف منظمة تبادل الإعلام الاجتماعي العالم العربي (سمكس)، ملتقى “خبز ونت” السنوي الثاني في شهر تشرين الثاني. وفي هذا العام، سيتناول المشاركون مواضيع تشمل التدريب على الأمن الرقمي، والمجتمعات والشبكات، والسياسة والمناصرة في السياقات الصعبة.
وفي لبنان أيضاً، ستشارك مؤسسة مهارات في استضافة ورشة عمل لتقصي الحقائق بالتعاون مع الشبكة الدولية لتقصي الحقائق ومبادرة أخبار جوجل. وستكون مدة التدريب ليوم واحد في شهر تشرين الأول، ومفتوحة لـ 25 صحفياً من لبنان والمنطقة العربية.