نظرًا لضعف الإنترنت وعدم استقراره في البلاد، فإن الفصائل المتحاربة على الأرض تخوض معاركها على الإنترنت.
نشر أولًا على سمكس.
تستمرّ حالات قطع الإنترنت في السودان بصورة متكرّرة، بعدما اندلعت الاشتباكات المسلحّة بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في 14 نيسان/أبريل الجاري.
ليل أمس، اضطرب الاتّصال بالإنترنت في السودان على المستوى الوطني، وذلك بعد أيام على انقطاع الكهرباء في عموم البلاد يوم الأحد 23 نيسان/أبريل.
وفي 18 نيسان/أبريل، رصد قطع شركة “إم تي إن” (MTN) السودانية الإنترنت لساعات، بطلب من “هيئة تنظيم الاتصالات” الحكومية، وذلك على أثر بدء المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وبعد انهيار الهدنة في 23 نيسان/أبريل، شهدت البلاد حالات من قطع الإنترنت بصورة شبه كاملة، مع استعار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأكّد مصدر سوداني لسمكس انقطاع شبكة “سوداتل”، وتقطّع في شبكة “كنار”، مع استمرار عمل شبكة MTN بصعوبة بالغة.
استقر وضع الاتصال يوماً واحداً، ثمّ في 25 من الشهر نفسه، استمر خنق الإنترنت وحجبه في السودان، ثم عادت الاتصال ليشهد اليوم حالات تقطع في البلاد.
يؤكّد أكثر من مصدر من داخل السودان لسمكس أنّ خدمات الإنترنت أصبحت سيئة جدّاً ومتقطّعة، في حين “تشهد البلاد في الوقت نفسه نشاطاً كبيراً للمتنازعين على شبكات التواصل بهدف نشر دعايات كلّ فريق والترويج للأخبار المفبركة”.
يقول المدير التنفيذي لسمكس، محمد نجم، إنّ “قطع للإنترنت في حالات الصراع يعزّز التخوّف من أنّ عملية التعتيم هذه مقصودة لإخفاء أدلّة ما، لأنّ وجود الإنترنت يساهم في إبقاء المعلومة وانتشارها، بغض ّالنظر عن نوع هذه المعلومة ومصدرها”. ويضيف أنّ “قطع الإنترنت يعني أنّ من يحجب الخدمة لا يريد للمعلومات أن تنتشر، وقد تكون لديه أسباب خبيثة أو حتّى جرمية في أغلب الأحيان، وكلّ هذا يدفع للتشاؤم تجاه الوضع في السودان، للأسف”.
وفي جلسة نظّمتها سمكس قبل يوم من بدء المعارك مع الباحث في الحقوق الرقمية، خطّاب حمد، أكّد هذا الأخير أنّ “قطاع الاتصالات في السودان كان ولا يزال تحت سيطرة العسكر”. أما بالنسبة إلى جودة الإنترنت، فهي “أفضل في المدن الكبرى وفي بعض القرى حيث التعدين والتنقيب عن النفط فقط، وهي شبه معدومة في المناطق النائية أو لدى محدودي الدخل ضمن المدن الكبرى”. وبهذا يصبح المصدر البديل للحصول على الأخبار هو “الراديو أو الأقمار الاصطناعية حال توفّر إمكانية الاتّصال بها”.
تطالب سمكس باحترام حقوق المواطنين/ات والمستخدمين/ات والامتناع عن قطع الإنترنت، لما لذلك من أضرار إنسانية واقتصادية كبيرة.
شاركوا في مطالبة السلطات السودانية بالامتناع عن قطع الإنترنت، لا سيما خلال الأحداث الوطنية مثل الاشتباكات المسلّحة والاحتجاجات وحتى الامتحانات.
استخدموا هاشتاغ #لا_لقطع_الاتصالات و #KeepItOn، وطالبوا المؤسسات الحكومية بالإبقاء على الإنترنت، لا سيما في أوقات الأزمات.
#لا_لقطع_الاتصالات لأنّه يهدّد سلامة السودانيين/ات وإمكانية وصولهم/ن إلى خدمات الطوارئ، خصوصاً خلال الأزمات، كما أنّ قطع الإنترنت يحدّ أيضاً من حرّية التعبير، ويسهّل على القوات المسلحّة في التعتيم على الانتهاكات المرتكبة.