كجزء من حملة مستمرة "لمكافحة انتشار الأخبار الكاذبة والشائعات" على وسائل التواصل الاجتماعي، اعتقلت السلطات ثمانية أشخاص بسبب تعليقاتهم على الإنترنت، بما فيهم المذيعة التلفزيونية البارزة، هالة الجرف، المقيمة في دمشق.
تم نشر هذا البيان أولاً على موقع مركز الخليج لحقوق الإنسان بتاريخ 5 شباط 2021
بتاريخ 24 يناير/كانون الثاني 2021، قامت عناصر من القوات الأمنية باعتقال هالة الجرف أثناء عودتها من بلدتها السلمية، الواقعة في ريف مدينة حماة السورية، إلى العاصمة دمشق حيث تم احتجازها في فرع الأمن الجنائي منذ ذلك الوقت وحتى الآن. بتاريخ 31 يناير/كانون الثاني 2021، نشر ابن خالتها تمام عيد نشرة على صفحته في الفيسبوك جاء فيها، “وفقاً للمادة 101 من قانون الإعلام السوري صدر تعميم وزير العدل بعدم جواز توقيف أو استجواب الإعلاميين إلا بعد ابلاغ المجلس الوطني للإعلام أو فرع اتحاد الصحفيين لتكليف من يراه مناسباً للحضور مع الإعلامي….فهل تم أخذ هذه المادة بعين الاعتبار؟؟؟”
ضمت مجموعة المعتقلين الآخرين الذين تم اعتقالهم بنفس هذه التهم التي تتعلق بالنشر على صفحاتهم الشخصية في الفيسبوك ايضاً المواطنين، الفلاح يونس سليمان لأنه انتقد محافظ طرطوس، المفتشة في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش فريال جحجاح، والطالبة في المرحلة الثانية بكلية الصيدلة والبالغة من العمر 20 سنة فرح خازم.
وكانت وزارة الداخلية السورية قد أكدت خبرالاعتقال حيث نشرت بياناً بتاريخ 31 يناير/كانون الثاني 2021، على صفحتها في الفيسبوك ورد فيه ما يلي، “إدارة الأمن الجنائي تلقي القبض على ثمانية أشخاص بجرم التواصل والتعامل مع مواقع الكترونية مشبوهة.”
وأشار البيان إلى أن الاعتقالات كانت، “في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الداخلية بمتابعة ومكافحة نشر ونقل الأنباء الكاذبة والإشاعات المغرضة التي يتم تداولها على بعض صفحات وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيوب لغايات مشبوهة.” وأضاف البيان، “وبالتحقيق معهم اعترفوا بإقدامهم على التواصل مع تلك الصفحات وتزويدها بمعلومات ملفقة. نظم الضبط اللازم وتم تقديم المقبوض عليهم للقضاء وفقاً لأحكام المواد /285-286-287/ من قانون العقوبات والمادة /28/ من قانون مكافحة الجرائم المعلوماتية.” ورد اسم هالة الجرف في البيان بالأحرف الأولى منه.
بتاريخ 19 يناير/كانون الثاني 2021، نشرت هالة الجرف على صفحتها في الفيسبوك ما يلي، “لا نريد ثلج، لا نريد مطر، ولا نريد وقود أو كهرباء لا زيت لا خبز لا رز ولا أكل وخلافه لا… لا نريد أوكسجين لا لا لا لا … نريد موت … أبت أن تذل النفوس الكرام … الناس وصلت للمريخ وهم يكتشفوا كواكب جديدة وشموس وأقمار ونحن رجعنا للعصر الحجري بامتياز.”
وفي 22 يناير/ كانون الثاني 2021، نشرت ايضاً منشوراً قالت فيه، “ليكن شعارك للمرحلة القادمة (خليك بالبيت) والتزم الصمت المطبق.”
يعتقد المراقبون المحليون أن منشوراتها المتتالية والتي تم ذكر بعضها في أعلاه هي سبب اعتقالها حيث تحدثت في تلك المنشورات عن الوضع المعيشي السيء الذي يعاني منه المواطنون.
تعتبر الجرف وجهاً إعلامياً معروفاً وواحدة من أقدم المذيعات العاملات في التلفزيون السوري الرسمي ومن الموالين للحكومة السورية.
في مارس/آذار 2018 صدر قانون الإعلام الإلكتروني رقم 26 حيث وضع ضوابط الإعلام والنشر عبر المواقع الإلكترونية. وفي مارس/آذار 2018 أعلنت الحكومة السورية تفاصيل قانون يعاقب على الجريمة الإلكترونية، وأنشأت في سبيل ذلك محاكم خاصة وعينت 85 قاضياً للنظر بتلك الجرائم، بعد توقيف مرتكبيها لدى فرع الجرائم الإلكترونية في وزارة الداخلية.
يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان الحكومة السورية إلى:
1. احترام حرية التعبير والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين بسبب تعليقاتهم على الفيسبوك؛ و
2. الامتناع عن استخدام قوانين وآليات الجرائم الإلكترونية لمعاقبة الخطاب السلمي عبر الإنترنت.