كرر مركز الخليج لحقوق الإنسان دعوته للسلطات الإماراتية بالإفراج عن المدافع عن حقوق الإنسان، أحمد منصور، الذي تدهورت صحته بسبب الإضرابات المتكررة عن الطعام احتجاجاً على ظروفه المزرية في السجن.
تم نشر هذا المقال اولاً على موقع مركز الخليج لحقوق الإنسان بتاريخ 16 كانون الأول 2019
في 15 ديسمبر/كانون الأول 2019، أتم أحمد منصور، المدافع البارز عن حقوقالإنسان وعضو المجلس الإستشاري لمركز الخليج لحقوق الإنسان، 1000 يوم منذ بداية اعتقاله في 20 مارس/آذار 2017. لقد أطلق مئات الأفراد والمجموعات الكثير من النداءات العاجلة من أجل منصور في أكتوبر/تشرين الأول/ ناشدت فيها السلطات لإطلاق سراحه من سجنه في الإمارات العربيّة المتّحدة، حيث يقضي عقوبة مدتها عشر سنوات بسبب نشاطه السلمي الذي يمارسه على شبكة الإنترنت في مجال حقوق الإنسان. يطالب مركز الخليج لحقوق الإنسان بإطلاق سراح منصور فوراً وكما يناشد السلطات بإعطاء معلومات عن حالته الصحيّة بعد تلقينا أخباراً حديثة مفادها أن إضرابه عن الطعام منذ شهر سبتمبر/أيلول استمر مالا يقل عن 44 يوماً.
بتاريخ 10 ديسمبر/كانون الأول، الذي يصادف اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ناشد مركز الخليج لحقوق الإنسان السلطات لإطلاق سراح منصور وباقي المدافعين عن حقوق الإنسان المعتقلين في منطقة الشرق الأوسط، وقد تلقى مركز الخليج رسالة أخرى من مصدر محلي، (يرغب هذا المصدر بأن يبقى مجهولاً)، أفاد بأن حالة منصور الصحيّة كانت “سيئة جدّاً” حيث بقي منصور محتجزاً في زنزانة منفردة بسجن الصدر في أبوظبي بدون فراش ولا أشعّة شمس ولا كتب.
وقد تواصل المصدر المحلي مع مركز الخليج لحقوق الإنسان لكي يوصل رسالة من منصور، أفادت بأنّه استمر بإضرابه عن الطعام لما لا يقل عن 44 يوما متتالياً وذلك حتى 28 أكتوبر/تشرين الأول، حيث كانت تلك المرة الأخيرة التي تمكّن فيها ذلك المصدر من التواصل مع منصور. ليس لدى مركز الخليج أيّة أخبار عن منصور منذ أكتوبر/تشرين الأول، لذا فمن المستحيل معرفة المدّة التي استمر بها بإضرابه عن الطعام، أو عن حالته الصحيّة في الوقت الحالي. وقد أفاد المصدر المحلي بأن منصور كان يعيش على السوائل فقط ( العصير والمياه المعدنيّة)، كما أفاد أيضا بأنّه بدا مضطرباً وهزيلاً جدّاً بسبب عدم تناول الطعام، ولكنّه كان قادراً على الوقوف للنظر من خلال الباب حيث كتب رسائله.
بدأ منصور بالإضراب الأول عن الطعام لأربعة أسابيع في 17 مارس/آذار 2019، وقد أنهى إضرابه عن الطعام بعد أن سمحت له السلطات بمهاتفة والدته المريضة وبالخروج في الشمس للمرّة الأولى منذ سجنه. وقد أُعطي وعداً أيضا بأن يحظى بسرير وبتحسين وضعه. ووفقاً لمصدر آخر قام بالتواصل مع مركز الخليج لحقوق الإنسان في شهر سبتمبر/أيلول، فقد بدأ منصور بالإضراب عن الطعام للمرّة الثانية في 07 سبتمبر/أيلول بعد تعرّضه للضرب الشديد وكذلك الإخلاف بالوعود التي تعهدت السلطات فيها بتحسين أوضاعه. كما أخبر ذلك المصدر مركز الخليج لحقوق الإنسان بأنّه في أكتوبر/تشرين الأول، كانت حالته الصحيّة سيّئة جدّاً، جسديّاً ونفسيّاً.
وفقاً للمصدر الذي تواصل مع مركز الخليج لحقوق اإنسان في 10 ديسمبر/كانون الأول، فإنّه بعد أن بدأ منصور بإضرابه عن الطعام في سبتمبر/أيلول، كان الحرس يجبرونه على الأكل كل بضعة أيّام، ولكنّهم توقفوا عن إجباره على تناول الطعام لما لا يقل عن 44 يوما منذ 14 سبتمبر/أيلول وحتى 28 أكتوبر/تشرين الأول.
لقد طالب منصور بتحسين ظروف سجنه، والتي تضمن إعطاءه فراشاً، والسماح له بإن يرتاد المكتبة وأن يشاهد التلفاز، والسماح له بالخروج في الشمس لممارسة التمارين الرياضيّة. أن التحسن الوحيد الذي طرأ على وضع منصور هو حصوله على مياه جارية في جناحه المنعزل، حتى تاريخ أكتوبر/تشرين الأول. أرتور ليجسكا، وهو سجين سابق آخر، تواصل مع مركز الخليج لحقوق الإنسان في آذار/ مارس، بينما كان لايزال في السجن، لينذرنا بالوضع الصحي المتدني لمنصور خلال إضرابه عن الطعام للمرة الأولى، وقد وصف أرتور الأوضاع في السجن كما في “العصور الوسطى”. لقد قام بتأليف كتاب كان من أكثر الكتب مبيعاً في بلده، بولندا، حيث وصف ظروف التعذيب بالسيئة والساديّة بسجن الصدر في الجناح المنعزل، حيث يحتجز المساجين بدون الحصول على مياه جارية للعديد من الأشهر في ظروف غير صحيّة للغاية، كما تعرض بعضهم للتعذيب وسوء المعاملة والإعتداء الجنسي.
للإحتفال بعيد ميلاد منصور الخمسين في 22 أكتوبر/تشرين الأول، قام مركز الخليج لحقوق الإنسان مع شركاء من جميع أنحاء العالم بمن فيهم منظمة العفو الدولية، الخدمة الدولية لحقوق الإنسان، سيفيكاس، أكسيس ناو، آيفيكس، مركز القلم الإنكليزي، مركز القلم الدولي، مركز القلم في أمريكا، أمريكيون من أجل الديمقراطية و حقوق الإنسان في البحرين، الحملة الدولية من أجل الحرية في الإمارات، والمركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان ، والعديد من المنظمات الأخرى بتنظيم مظاهرات للإحتجاج في لندن، جنيف، أوسلو، برلين، تورونتو، نيويورك، واشنطن، بروكسل، باريس، ملبورن، مدريد، لوكسمبورغ، لشبونة، أمستردام، وبوينس آيرس. نُظّمت العديد من الإحتجاجات خارج سفارات الإمارات ، حيث سلّم المتظاهرون رسالة مشتركة موقّعة من أكثر من 140 منظّمة غير حكومية، والتقطوا صوراً لحملة وسائل التواصل الإجتماعي ووقعوا على بطاقة لإرسالها إلى منصور في سجنه. كما نظّمت منظمة العفو الدولية تجمّعاً في لندن في 19 أكتوبر/تشرين الأول لتسليط الضوء على قضية منصور، حيث قامت أيضاً بعرض قصّة الأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز، السجين السابق في الإمارات العربيّة المتّحدة.
في جنيف ، طلب مركز الخليج لحقوق الإنسان و منظمة الخدمة الدولية لحقوق الإنسان عقد اجتماع مع السفير في بعثة الإمارات العربيّة المتحدة لدى الأمم المتحدة، حيث قدّم ممثلو المجموعتين كعكة كبيرة من الورق المقوى. وقال رد مكتوب من بعثة الإمارات العربية المتحدة بأن السفير لم يكن متاحًاً للاجتماع في 22 أكتوبر/تشرين الأول. Gr] قالت المذكرة المرفقة أن منصور “تمكن من التواصل مع أسرته وأطفاله الذين زاروه في السجن عدة مرات (الزيارة الأخيرة [في] 07 سبتمبر/ايلول 2019) ، وهو يخضع أيضًا لفحوصات طبّية دوريّة وهو بصحة جيدة، آخر فحص طبي تم إجراؤه [في] 15 سبتمبر/أيلول 2019.
لا تتفق هذه الرسالة مع المعلومات التي تلقّاها مركز الخليج لحقوق الإنسان بشأن صحّة منصور ، و رفضت سلطات الإمارات العربية المتحدة السماح لخبراء أو مراقبين مستقلين بزيارته في السجن لتأكيد الظروف التي يحتجز فيها. يطلب مركز الخليج لحقوق الإنسان تحديثاً فورياً حول صحّة منصور ، ورداً على طلب مقابلة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في جنيف.
علاوة على ذلك ، يكرّر مركز الخليج لحقوق الإنسان دعواته إلى السلطات لإطلاق سراح منصور على الفور، وبينما هو مازال في السجن، السماح لخبراء الأمم المتحدة أو الدبلوماسيين بزيارته في السجن لضمان حصوله على الرعاية الطبيّة المطلوبة ، وتزويده بالضروريّات الأساسية، مثل سرير مع فراش، ممارسة الرياضة والتعرّض لأشعة الشمس، وكذلك مواد القراءة. إن إبقاء منصور في عزلة مطولة يعتبر تعذيباً، كما ينتهك قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، والمعروفة أيضًا باسم “قواعد مانديلا”.
في 13 كانون الأول/ ديسمبر، وجّه 14 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي وأعضاء الكونغرس نداءً إلى رئيس الإمارات العربيّة المتّحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يطلبون منه “إطلاق سراح السيد منصور وإسقاط أي تهم موجهة ضده”، وذلك بمنحه عفواً إنسانياً.
يمكنك العثور على المزيد من الأخبار حول منصور وحالة حقوق الإنسان في دولة الإمارات العربية المتحدة: على الفيسبوك: :https://www.facebook.com/FriendsofAhmedMansoor/ وتويتر: https://twitter.com/FriendsOfAhmed
حيث تم إنشاؤها من قبل الأصدقاء والداعميين بعد أول إضرابٍ عن الطعام وذلك في شهر مارس/آذار، بمن فيهم مركز الخليج لحقوق الإنسان.