ظهر هذا المقال أولا في يوم 23 أكتوبر 2013 على موقع مهارات نيوز، منبر إعلامي متعدد الوسائط تديره مؤسسة مهارات. لا تكاد تنتهي قصة مخطوفي اعزاز حتى تظهر قضية خطف اخرى. هذه المرة القضية تصيب الجسم الصحافي اللبناني مع اختطاف مصور قناة “سكاي نيوز عربية” اللبناني سمير كسّاب مع زميل له في ريف حلب في […]
ظهر هذا المقال أولا في يوم 23 أكتوبر 2013 على موقع مهارات نيوز، منبر إعلامي متعدد الوسائط تديره مؤسسة مهارات.
لا تكاد تنتهي قصة مخطوفي اعزاز حتى تظهر قضية خطف اخرى. هذه المرة القضية تصيب الجسم الصحافي اللبناني مع اختطاف مصور قناة “سكاي نيوز عربية” اللبناني سمير كسّاب مع زميل له في ريف حلب في 15 تشرين الأول الحالي. قناة “سكاي نيوز عربية” والعديد من المنظمات الدولية والعربية استنكروا الحادثة، مطالبين بتحييد الاعلاميين وتأمين الحماية لهم، لأنهم يقومون بواجبهم المهني، مؤكدين انهم “ليسوا طرفاً في اي نزاع”.
والمستغرب انه بعد مضي اسبوع على الحادثة، واكبت نقابة المصورين الصحافيين في لبنان، وان كانت متأخرة، قافلة المستنكرين من خلال بيان دعت فيه “الجهات الخاطفة الى اطلاقهم فوراً”، ومناشدة “كل الهيئات الاعلامية ومنظمات حقوق الانسان الدولية والعربية التدخل والعمل من اجل الافراج عنهم”. والمفارقة ان هذا البيان أتى بعد بيان نقابة المصورين العرب- فرع لبنان التي استنكرت خطف كسّاب ورفاقه، وطالبت بعودتهم سالمين.
عدم اهتمام نقابة المصورين الصحافيين في لبنان بقضية اختطاف المصور الصحافي اللبناني سمير كساب يطرح علامات استفهام عدة حول دور النقابات المهنية الاعلامية والتي تعتبر نقابة المصورين الصحافيين جزءاً منها. فالمادة 84 من قانون العمل نصت على انه تنحصر عموماً غاية النقابة في الأمور التي من شأنها حماية المهنة وتشجيعها ورفع مستواها والدفاع عن مصالحها والعمل على تقدمها من جميع الوجوه.
ومما لا شك فيه ان الاهتمام في قضية إختطاف المصور الصحافي كسّاب تقع على عاتق مختلف النقابات المهنية المرتبطة بمهنة الاعلام والصحافة، كون واجبهم المهني والنقابي يدعوهم الى التضامن مع زميل لهم في المهنة عينهان وان كان غير منتسب فعلياً الى عضوية النقابة.
غياب لبنان الرسمي؟
كثيرون من أهل مهنة المتاعب في لبنان لا يعرفون سمير كسّاب، الذي تخرّج من جامعة “الكفاءات” حيث درس الإعلام المرئي والمسموع قبل أربع سنوات. بعد تخرجه، حزم أمتعته كحال الكثيرين وتوجه إلى الخارج. ابن بلدة حردين (قضاء البترون، شمال لبنان)، يبلغ 28 عاماً، كان من أوائل المصوّرين الذين التحقوا بقناة “سكاي نيوز عربية” عند انطلاقتها في ابو ظبي، وهو يعمل في سوريا منذ عامين تقريباً.
رد فعل عائلة المصور سمير كسّاب “أصحاب الوجع الحقيقي” نقلته رزان حمدان، خطيبته، لـ”مهارات نيوز” فعبّرت عن “أسفها” لطريقة تعامل المسؤولين اللبنانيين مع قضية سمير، مشيرة الى “ان توجهنا الى وسائل الإعلام جاء لتسليط الضوء على الحادثة، بعد الإهمال الذي واجهته القضية على صعيد الوسط السياسي اللبناني، وخصوصاً أنه لم يتم التواصل معنا من اي مسؤول سياسي عن الجهة الخاطفة او حال سمير الصحية”. وأشارت الى ان البيان الذي صدر أمس عن العائلة “يلخص موقفنا”.
وجاء فيه “آثرنا خلال هذه الفترة الصلاة والدعاء والصمت تاركين الأمور تأخذ مجراها الطبيعي ومتابعة ما قد تتوصل إليه “سكاي نيوز عربية” من نتائج في محاولاتها الحثيثة المتواصلة حتى الساعة بحثاً عن طاقمها، وفيما تستمر قضية سمير غائبة عن اهتمام كل المسؤولين السياسيين داخل لبنان، فإننا نذكر ان ابننا كان يقوم بعمله بمهنية ومن دون انحياز وهو ليس طرفاً في الصراع”.
في المقابل أوضح وزير الاعلام وليد الداعوق في حديث لـ”مهارات نيوز” ان عدم ظهوره على الاعلام للحديث عن القضية ليس معناه ان الوزارة غير مهتمة، ولكن مثل هذه القضايا يفضل بقاؤها طيّ الكتمان حتى الوصول الى خاتمة لا تضر بمصلحة المخطوفين. اضاف الداعوق “منذ بداية القضية تواصلت مع وزير الخارجية عدنان منصور الذي استقبل عائلة المصور المختطف للقيام بخطوات ديبلوماسية تسهم في تحريره، كما تواصلت مع قناة “سكاي نيوز” من أجل التعاون المشترك على حل هذا الملف، ولكن لا يمكننا الافصاح عن المزيد من المعلومات”.
منذ شيوع النبأ، علت الأصوات المطالبة بالكشف عن مصير الفريق الصحافي، آخرها صفحة على “الفايسبوك” باسم “أصدقاء المصور اللبناني سمير كساب” تطالب المنظمات الدولية والإقليمية، الصحافيين اللبنانيين وزملاء سمير بدعمه ولو افتراضياً.