إرتفع سقف ومساحة التعبير عن الرأي ، فازدادت القوانين المكبلة والمعادية لحرية الصحافة وحرية التعبير، إستمر الصحفيين والكتاب ونشطاء الانترنت في الحديث عن الثورات ومطالبها ، فظهر من يعادي بوضوح هذه الثورات ويشكك بها، ويتهم داعميها باتهامات تبدأ بالفشل ولا تنتهي بالخيانة والعداء للحكومات والاستقرار.
للمستبدين ألف وجه، وللقمع وجه واحد.
من نظام بشار الاسد إلى شعب ثار في وجهه و تهافت المتشددين على سوريا، ومن نظام على عبدالله صالح ، إلى خليفته المدعوم بنفس النظام و السعودية في اليمن ، ومن القذافي إلى ميلشيا القبائل والتشدد من جهة أخرى في ليبيا، ومن نظام مبارك إلى ورثته من المجلس العسكري وصولا الى نظام الاخوان الاقصائي حتى نظام اهدار العدالة للقاضي المعين عدلي منصور في مصر.
صراع محتد وعودة لل أو استنساخ للقمع في صور جديدة، او عبر عودة نفس انظمة القمع في رداء مختلف.
الصحفيين والاعلاميين ونشطاء الانترنت ليسوا ناقلي خبر ومعلومة ورأي فقط ، بل هم طرفا في الصراع ، وهدفا في نفس الصراع ، ومؤججي الصراع في أماكن واوقات.
ما يزرعه صحفيي التحريض والكراهية ، يحصده المجتمع بأكمله وعلى راسهم الصحفيين المهنيين والمستقلين.
من إعادة انتاج للسيطرة الحكومية على وسائل الاعلام التقليدية من صحافة ورقية وتليفزيون وراديو ، إلى استمرار بروز الانترنت وشبكاته الاجتماعية كأداة ليست سهلة أو بسيطة في يد المطالبين بالديمقراطية لكشف القمع والفساد ، وإن لم يختفي منه مؤيدي القمع بصورة المختلفة.
إرتفع سقف ومساحة التعبير عن الرأي ، فازدادت القوانين المكبلة والمعادية لحرية الصحافة وحرية التعبير، إستمر الصحفيين والكتاب ونشطاء الانترنت في الحديث عن الثورات ومطالبها ، فظهر من يعادي بوضوح هذه الثورات ويشكك بها، ويتهم داعميها باتهامات تبدأ بالفشل ولا تنتهي بالخيانة والعداء للحكومات والاستقرار.
لم تقتصر قائمة الدول التي يسقط بها شهداء الصحافة على العراق أو سوريا ، بل باتت تضم مصر .
تربعت الكويت عىلى صدارة الدول المعادية لموقع تويتر لتزيح البحرين وتجعلها الدولة الثانية ،و بفارق كبير.
وتستمر الكويت في انتزاع الصدارة ، ولكن هذه المرة تنتزع صدارة الدول التي تلاحق أصحاب الراي بتهمة إهانة الرئيس ، من مصر ، لتصبح الآولى في الملاحقة بتهمة “اهانة الذات الاميرية”.
الاعتداءات البدينة على الصحفيين تنتشر بشكل واسع لتشمل الاردن ومصر وفلسطين واليمن وليبيا.
لكن ، ورغم استنساخ القمع ، فلم يعد هناك خطوط حمراء ، لم تعد هناك محظورات على اصحاب الرأي ، يمكن للحكومات بأجهزتها الباطشة من قضاء وداخلية بل وجيوش أن تعتقل وتعذب وتحاكم أصحاب الراي ، لكنها عجزت عن اعادة عقارب الساعة للوراء وخلق خطوط حمراء أو اضفاء قدسية على حاكم أو قائد أو أمير أو رئيس . فالكل يٌنتقد وبشكل حاد.
ومقابل عشرة من المهللين للقمع أو المروجين للاستبداد في منابرهم الاعلامية ، يحظى كل اعلامي مهني ونزيه بمصداقية أكبر واعلى من هؤلاء.
وما زال الانترنت داعم لحرية التعبير وأداة النقد الرئيسي ، وكما فشلت حكومات القمع في ترويض الانترنت أو تطويعه لخدمة عروشها، فقد فشلت الحكومات المستنسخة في الصمود أمام طوفان الشباب الذي يجيد استخدامه.
هذا التقرير يتناول حالة حرية التعبير وحرية الصحافة في 14 دولة عربية ، بالاضافة لثلاثة ملفات أو قضايا نوعية هي: قضية منظمة حسم في السعودية ، ومحاكمات تويتر في الكويت ، وقضية الاصلاحيين الـ 94 في الامارات.
وما يضمه هذا التقرير هو نموذج للانتهاكات التي تعرضت لها حرية التعبير وحرية الصحافة في العالم العربي خلال 2013 ، وهي نماذج رغم كثرتها وتنوعها ، إلا اننا نؤكد أن حجم الانتهاكت الفعلي أضعاف ذلك بكثير ، وما يتم كشف والاعلان هو جزء يسير من انتهاكات باتت معتادة وروتين يومي تحت حكومات غابت عنها الديمقراطية ويشتد قمعها بسبب شدة نقدها وكشفها.
ويستمر الصراع ، من اجل ديمقراطية يستحقها العالم العربي وفي القلب منها ، حرية التعبير.