رحبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بقرار المحكمة العامة أمس 2 فبراير 2016، بإلغاء حكم الإعدام الذي صدر بحق الشاعر الفلسطيني أشرف فياض بزعم الردة، وحكمت عليه عوضاً عن ذلك بالسجن 8 سنوات و800 جلدة على خلفية نشره ديوان شعر عام 2008، بعنوان “التعليمات بالداخل”.
ظهر هذا المقال على موقع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في تاريخ 3 فبراير 2016.
رحبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بقرار المحكمة العامة أمس 2 فبراير 2016، بإلغاء حكم الإعدام الذي صدر بحق الشاعر الفلسطيني أشرف فياض بزعم الردة، وحكمت عليه عوضاً عن ذلك بالسجن 8 سنوات و800 جلدة على خلفية نشره ديوان شعر عام 2008، بعنوان “التعليمات بالداخل”.
وتشير أوراق المحاكمة إلى أن أعضاء بالشرطة الدينية المعروفة باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، قد أوقفوا فياض في مقهى بأبها، جنوبي المملكة، في أغسطس 2013. على إثر شكوى كيدية بأن فياض تجاوز في حق الذات الإلهية والنبي محمد والدولة السعودية، وزعم الشاكي أيضا أن فياض مرر على الناس ديوان شعر من تأليفه بعنوان “التعليمات بالداخل”، يروج للكفر والإلحاد”، حسب زعمه.
ومنذ ذلك الحين بدأت معاناة أشرف فياض، فقد عادت الهيئة لإعتقاله في اﻻول من يناير 2014، وإيداعه أحد سجون “أبها”، جنوب غرب السعودية، وفرض الحظر على زيارته، على خلفية مزاعم بسب “الذات الإلهية” والنبي محمد، ونشر الإلحاد والدعوة له بين أوساط الشباب في أماكن عامة، والاستهزاء بآيات الله والأنبياء، وتكذيب القرآن وإنكار البعث والحشر والاعتراض على القضاء والقدر، وإقامته علاقة محرمة ببعض الفتيات وتخزينه في جواله بعض صورهن.
وأثناء محاكمته التي انعقدت على مدار 6 جلسات، أنكر فياض الاتهامات واستدعى 3 شهود كذبّوا شهادة الشخص الذي أبلغ الهيئة عنه، كما أكد فياض أيضا إن ديوانه “التعليمات بالداخل” نُشر قبل 10 سنوات، وهو عبارة عن قصائد حُب، ولم يُكتب بقصد إهانة الدين، ورغم ذلك أعلن عن توبته ورجوعه عن أي شيء في الديوان ربما تراه هيئة الأمر بالمعروف مهينا.
وفي 26 مايو 2014، أدانت “محكمة أبها العامة” فياض وحكمت عليه بالسجن 4 سنوات و800 جلدة، ورفضت المحكمة طلب الادعاء بعقوبة الإعدام بتهمة الردة بسبب الشهادة الواردة في المحاكمة حول “العداوة” بين فياض والشخص المشتكي، وكذلك بسبب توبة فياض.
وقد طعن الادعاء بالحكم، وأعيدت القضية إلى المحكمة الأدنى درجة التي أصدرت في 17 نوفمبر 2015، حكما على فياض بالإعدام بزعم الردة، حيث رفض القاضي شهادة شهود الدفاع في المحاكمة الأولى وقضى بأن توبة فياض لا تكفي لتفادي عقوبة الإعدام، لابد أن توافق محكمة الاستئناف على الحكم وكذلك المحكمة العليا، قبل أن يصبح نافذا.
أشرف عبدالستار فياض شاعر وفنان تشكيلي، يبلغ من العمر 35 عاما، وينتمي لعائلة فلسطينية تعيش في السعودية منذ 50 عاماً، وسبق له أن مثل المملكة العربية السعودية في بينالي البندقية بصفته الأمين المساعد للجناح السعودي في المعرض الذي حمل اسم “ريزوما” (جيل في الانتظار)، وله نشاطات فنية عديدة داخل المملكة، منها معرض تشكيلي تم إفتتاحه بمشاركة جهات رسمية في البلاد.
ويشار الى ان حملة #حريتهم_حقهم للدفاع عن سجناء الرأي العرب، التي أطلقتها ”الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان”، ومؤسسة “مهارات” في 4 مايو 2015 وانضم اليها اعضاء المجموعة العربية في شبكة أيفكس الدولية، قد أعلنت عن اختيار الشاعر الفلسطيني اشرف فياض، ليكون سجين الحملة لشهر ديسمبر 2015.
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان “نرى ان إلغاء حكم الإعدام بحق الشاعر الفلسطيني أشرف فياض، هي خطوة في الإتجاه الصحيح ولكن ما كان يجب أن يقدم للمحاكمة من الأساس على خلفية تفسيرات خاطئة لابيات شعر ضمن ديوان تم نشره قبل 10 سنوات، او على خلفية شكوى كيدية ثبت كذب صاحبها بشهادة الشهود، كما نرفض بوضوح عقوبة الجلد باعتبارها عقوبة غير إنسانية تجاوزها الزمن”.
وطالبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بإستمرار جهود كل منظمات حقوق الإنسان وكل الأدباء والفنانين والمدافعين عن حرية الرأي والتعبير والعقيدة حتى اسقاط الأحكام الباطلة بحق الشاعر أشرف فياض، ووقف العقوبات الجسدية المهينة للإنسانية .