حاصرت قوات الامن العراقية مكتب قناة البغدادية للأنباء في بغداد في 15 ديسمبر 2012، ثم أغلقت الوكالة وأمرت جميع الموظفين بمغادرة المبنى.
(الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان/ايفكس) – 17 دسمبر 2012 – أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم, إغلاق السلطات العراقية لقناة البغدادية الفضائية الخاصة بزعم عدم سداد قيمة البث الفضائي, وعدم التوقيع علي لائحة السلوك الإعلامي.
وكانت قوات الأمن العراقية قد قامت يوم السبت الموافق 15 ديسمبر 2012, بمحاصرة مكتب قناة “البغدادية” في بغداد ووكالة “البغدادية نيوز” وامرت موظفيه بإخلائه, وذلك بعد صدور قرار إداري من هيئة الإعلام والاتصالات العراقية يوم الخميس 13 ديسمبر 2012, بدعوي مخالفة قناة البغدادية الفضائية ضوابط البث والارسال وعدم توقيعها لائحة السلوك الاعلامي وعدم دفعها تكاليف ورسوم البث والارسال الخارجي, وذلك على الرغم من نفي قناة البغدادية هذه الادعاءات، واوضحت انها “من اوائل القنوات العراقية التي وقعت على ضوابط السلوك الاعلامي وليس في ذمتها اية مستحقات مالية لهيئة الاعلام والاتصالات وتطالبها بإبراز اي مستندات رسمية بخصوص المستحقات المتأخرة.
ويعد هذا القرار هو الثاني الذي يصدر من هيئة الاتصالات والإعلام(هي هيئة مستقلة غير مرتبطة بأي جهة حكومية بموجب الدستور العراقي, وأنشئت في عام 2004، مهمتها تنظيم وتطوير الإعلام والاتصالات ضمن المعايير الدولية الحديثة ومن أبرز مسؤولياتها تنظيم البث وشبكة الاتصالات والخدمات ويشمل التراخيص والتسعير والربط الداخلي وتحديد الشروط الأساسية لتوفير الخدمات العامة) ضد قناة البغدادية الفضائية، حيث قررت، بداية 2010، إغلاق مكاتب القناة في كافة أنحاء العراق بسبب ما وصفته بإخلال القناة بقواعد ونظم البث الإعلامي وخرق النظام العام وتهديده, وذلك علي خلفية بث القناة مجموعة من الأخبار العاجلة تضمنت الترويج لمطالب المجموعة المسلحة التي اختطفت رهائن في كنيسة وسط بغداد, قبل عودة بثها مرة أخري في أغسطس 2012.
وقالت الشبكة العربية: “إن قرار السلطات العراقية بغلق قناة البغدادية, يعتبر قراراً تعسفياً ضد القناة, ومحاولة من نظام المالكي لتكميم أفواه الإعلام, وابتزازه, حيث يأتي صدور قرار إغلاق القناة بعد بث برامج تركز على فضح ملفات الفساد في الدولة بالوثائق, فضلاً عن إتاحة القناة لعدد كبير من السياسيين المتخاصمين إظهار وثائق وملفات فساد، من ابرزها قضية البنك المركزي وصفقة السلاح الروسي اللتان اتهم بالتورط فيهما سياسيون وبرلمانيون”.
وطالبت الشبكة العربية السلطات العراقية برفع يدها عن وسائل الإعلام والصحفيين, فقد شهدت العراق في الآونة الأخيرة حملة شرسة موجهة ضد وسائل الإعلام والصحفيين, تمثلت أبرز مظاهرها في منع إعلاميين وصحفيين من تأدية عملهم في تغطية بعد الأحداث, فقد منعت السلطات قناة البغدادية من تغطية احتفالات عاشوراء بالعاصمة بغداد, فضلاً عن منع عاملين بقناة “السومرية” العراقية من ممارسة عملهم وسط بغداد، يوم الإثنين الموافق 10 ديسمبر 2012، على خلفية قيامهم بإجراء عدد من المقابلات لإتمام تقرير صحفي للقناة.