كانت الصحف المحلية الليبية وعدد من المؤسسات الإعلامية قد احتجبت عن الصدور أو توقفت عن العمل أمس، في محاولة للفت انتباه السلطات الليبية إلي تصاعد الانتهاكات التي يتعرض له الصحفيون والإعلاميون في ليبيا.
(الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان/ايفكس) – 13 مارس 2013 – أكدت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان اليوم، تضامنها التام مع مطالب الصحف والمؤسسات الإعلامية الليبية التي قررت الاحتجاب عن الصدور والتوقف عن العمل، أمس الثلاثاء 12 مارس 2013، وذلك احتجاجا على الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الصحفيون والإعلاميون الليبيون ومؤسساتهم، والتي تشمل الاعتداءات المتكررة على أشخاصهم والتي تصاعدت مؤخرا لتصل إلى اختطاف بعضهم، وكذا الاعتداءات المتكررة على مؤسساتهم وتعرضها لهجمات مسلحة وللاقتحام من قبل جموع متظاهرين غاضبين.
وكانت الصحف المحلية الليبية وعدد من المؤسسات الإعلامية قد احتجبت عن الصدور أو توقفت عن العمل أمس، في محاولة للفت انتباه السلطات الليبية إلي تصاعد الانتهاكات التي يتعرض له الصحفيون والإعلاميون في ليبيا، وكان آخرها قيام مجموعة من الملثمين المجهولين باقتحام مقر قناة العاصمة الفضائية، حيث اختطفوا أربعة أشخاص منهم مالك القناة “جمعة اﻷسطى“، ومديرها التنفيذي “نبيل الشيباني” إضافة إلى صحفيين من العاملين بها.
جدير بالذكر أن الصحفيين والإعلاميين ومؤسساتهم يأتون على رأس قائمة المستهدفين في أعمال عنف مستمرة وسط حالة من الفراغ الأمني تشهدها المدن الليبية، مع انتشار الجماعات المسلحة ذات التوجهات المختلفة والتي تستهدف الإعلاميين الذين يبدون آراءً لا تتفق مع توجهاتهم، أو ينشرون أخبارا وتحقيقات تراها هذه الجماعات مستفزة لها أو على غير هواها.
وقالت الشبكة العربية “إننا نتمنى أن تحقق الرسالة الموجهة من خلال احتجاب الصحف الليبية النتيجة المرجوة منها، وأن تحث السلطات الليبية على بذل جهد حقيقي وملموس في توفير الحماية الكافية للصحفيين والإعلاميين ومؤسساتهم، فعلى الرغم من تقديرنا للظروف الصعبة التي تواجهها الحكومة الليبية في ظل ظاهرة انتشار السلاح بين أيدى جماعات متعدد يصعب السيطرة عليها، إلا أنه من الملحوظ أن هذه الحكومة لا تولى حماية وسائل الإعلام والعاملين بها الاهتمام الكافي”.
وأضافت الشبكة “إنه لا ينبغي إغفال كون الحكومة الليبية وسلطات أخري بالدولة طرف فاعل سواء بشكل مباشر أو من خلال مؤيدين لها في عديد من الانتهاكات التي تطال الصحفيين والإعلاميين في ليبيا وهو الأمر الذي ينبغي على الحكومة العمل على وقفه فورا إضافة إلى قيامها بدورها الطبيعي في حماية الصحفيين من اعتداءات أطراف أخرى عليهم”.
وطالبت الشبكة العربية السلطات الليبية بإظهار قدر أكبر من الجدية في التعامل مع المشكلات اﻷمنية وبخاصة ظاهرة العنف الموجه ضد الصحفيين والتي تتهدد حرية الصحافة وتمثل قمعا لحق المواطن الليبي في الوصول إلى المعلومات من خلال قنوات متعددة، كما تعد انتهاكا لحرية الرأي والتعبير، مما يعرقل خطوات الشعب الليبي نحو بناء دولة ما بعد الثورة على أساس من احترام الحقوق والحريات وسيادة القانون.