يتعرض الصحفيون السوريون للمضايقة أو السجن على يد نظام الأسد بالإضافة إلى التهديدات أو الاعتداءات من قبل الجماعات المسلحة كتنظيم الدولة الإسلامية، الأمر الذي أجبر العشرات منهم في نهاية المطاف على الهرب إلى خارج البلاد. وفيما يلي سردٌ لحكاية أربعة من هؤلاء الصحفيين.
في العام الماضي، وبينما كانت حالات الاختطاف والقتل الفظيعة ضد الصحفيين الدوليين في سوريا تشد اهتمام الإعلام العالمي، كان العشرات من الصحفيين المحليين يصارعون مخاطر مماثلة ولكن بعيداً عن الأضواء. إن الكثير ممن كان نظام الأسد يضيّق عليهم أو يسجنهم في وقت سابق من الصراع الدائر باتوا الآن هدفاً لتهديدات أو اعتداءات الجماعات المسلحة كتنظيم الدولة الإسلامية.
في المحصلة، أُجبر ما لا يقل عن 16 صحفياً سورياً على الهرب خارج البلاد حفاظاً على سلامتهم في الفترة الواقعة بين يونيو/ حزيران 2014 و مايو/ أيار 2015- منضمين بذلك إلى عشرات الصحفيين من شتى أنحاء العالم ممن يأخذون هذا القرار الصعب سنوياً بترك أوطانهم وأعمالهم وأسرهم وأصدقائهم وراءهم للخلاص من شبح المضايقات أو السجن أو الاختطاف أو القتل انتقاماً منهم على أعمال كتبوها. لقد قدم برنامج لجنة حماية الصحفيين لمساعدة الصحفيين، على مدار السنة، العون لما لا يقل عن 82 صحفياً من 30 بلداً مختلفاً. وسوف تُصدر اللجنة تعدادها السنوي للصحفيين في المنافي في ذكرى اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف يوم 20 يونيو/ حزيران.
منذ شهر مارس/ آذار 2011، ساعدت لجنة حماية الصحفيين 101 صحفياً سورياً اتجهوا نحو الاغتراب في المنافي، حيث فاق عدد الصحفيين الذين فروا من هذا البلد في السنوات الخمسالماضية العدد في أي بلد آخر في العالم.
سطّر الصحفيون السوريون في المنفى حكايات فريدة من نوعها، ذلك أن عدداً كبيراً من هؤلاء الذين ركبوا المخاطر أثناء توثيقهم ونشرهم للأخبار لم يكونوا في الأصل صحفيين أبداً. فابتداءً من العام 2011، استلّ عشرات السوريون والسوريات أقلامهم وحواسيبهم المحمولة وآلات التسجيل الفيديوي والكاميرات والهواتف كي ينقلوا لباقي دول العالم ما يحدث في بلدهم، لاسيما مع بروز اتجاه متزايد في إقصاء الصحفيين الدوليين أو تعريضهم للأخطار.
ونقل السوريون الأخبار للمراكز الإعلامية المحلية والمواقع الإلكترونية الإخبارية والقنوات الإعلامية الإقليمية والمطبوعات العالمية، حيث غطوا فيها، إلى جانب أنباء النزاع، جوانب الحياة اليومية داخل بلدهم. لقد قاموا بعملهم هذا في ظل مخاطر لا يُستهان بها؛ فسوريا ظلت البلد الأكثر دموية بالنسبة الصحفيين لثلاث سنوات متتالية، حيث قُتل فيها منذ عام 2011 ما لا يقل عن 83 صحفياً لأسباب تتعلق مباشرة بعملهم.
ولما بلغت المخاطر حداً زائداً عن الاحتمال، أُجبر بعض الصحفيين على الرحيل هاربين في أغلب الأحوال وأول الأمر إلى بلدان الجوار كتركيا ولبنان والأردن حيث استمرت المضايقات في بعض الأحيان. وفي نهاية المطاف، نجح العديد من الصحفيين في التوجه غرباً نحو ألمانيا وفرنسا حيث يعيشون في أمان ولكنهم يعانون من مصاعب اجتماعية واقتصادية.
إضغط هنا لقراءة قصص حكاية أربع صحفيين سوريين ورحلتهم نحو المنفى.