(آيفكس لجنة حماية الصحفيين) – قررت قناة ‘الجزيرة’ تعليق عملياتها في سوريا إلى أجل غير مسمى استجابة إلى القيود المفروضة على موظفيها والاعتداءات التي تعرضوا لها، وذلك حسبما أفادت القناة التي تتخذ من قطر مقرا لها للجنة حماية الصحفيين اليوم. مارست السلطات السورية ضغوطا متواصلة على موظفي قناة ‘الجزيرة’ السوريين لدفعهم إلى الاستقالة من هذه […]
(آيفكس لجنة حماية الصحفيين) – قررت قناة ‘الجزيرة’ تعليق عملياتها في سوريا إلى أجل غير مسمى استجابة إلى القيود المفروضة على موظفيها والاعتداءات التي تعرضوا لها، وذلك حسبما أفادت القناة التي تتخذ من قطر مقرا لها للجنة حماية الصحفيين اليوم.
مارست السلطات السورية ضغوطا متواصلة على موظفي قناة ‘الجزيرة’ السوريين لدفعهم إلى الاستقالة من هذه القناة الفضائية الإخبارية الواسعة الانتشار، وذلك حسبما أفاد قسم حقوق الإنسان والحريات التابع للقناة للجنة حماية الصحفيين اليوم. كما منعت السلطات مراسلي القناة، ومراسلين غيرهم، من دخول مدينة درعا التي بدأت فيها الانتفاضة السورية في 15 آذار/مارس. وطلبت السلطات من موظفي ‘الجزيرة’ الذين يعملون في سوريا “عدم الاتصال مع مقر القناة في الدوحة، وعدم الظهور على الهواء لتقديم الأخبار من مكتب القناة في سوريا، حتى عبر الهاتف”، وذلك حسبما أفاد المنتج حسن المجمر طه من قناة ‘الجزيرة’ للجنة حماية الصحفيين عبر رسالة إلكترونية.
خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما انفك مهاجمون مجهولون يرشقون مكتب قناة ‘الجزيرة’ في دمشق بالبيض والحجارة. وواصل رجال يرتدون ملابس مدنية مضايقة المكتب وموظفيه وتهديدهم خلال هذه الفترة، وذلك حسبما قال حسن طه للجنة حماية الصحفيين. وقد علقت قناة ‘الجزيرة’ عملياتها في سوريا “لضمان سلامة جميع موظفيها”، حسبما قالت القناة.
ومن جانب آخر، أبلغت السلطات السورية مؤخراً مراسل القسم الإنجليزي في قناة ‘الجزيرة’، كال بيري، أن تأشيرة الدخول التي بحوزته على وشك الانتهاء وأن عليه مغادرة البلاد قبل يوم 23 نيسان/إبريل أو أنه “سيواجه كامل قوة القانون”، وذلك وفقا لما كتبه بيري في الموقع الإلكتروني التابع لقناة ‘الجزيرة’. وقد غادر هو والمصور بين ميتشيل سوريا في يوم السبت.
وكانت حالة بيري وميتشيل هي الأخيرة في سلسلة من حالات طرد الصحفيين الدوليين من سوريا منذ انطلاقة الانتفاضة السورية في أواسط آذار/مارس. وتظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين أن ما لا يقل عن خمسة مراسلين يعملون مع وكالة ‘رويترز’ واثنين يعملان مع وكالة ‘أسوشيتد برس’ أجبروا على مغادرة البلاد خلال الأسابيع الستة الماضية. كما تم احتجاز عشرات الصحفيين والمدونين المحليين؛ وأفرج عن العديد منهم منذ ذلك الوقت، ولكن ما زال بعضهم قيد الاحتجاز.
وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، “تعتقد السلطات السورية أنه بإمكانها منع العالم من رؤية الاضطرابات المدنية التي تجتاج البلاد من خلال مضايقة الصحفيين وطردهم واعتقالهم. ولكن هذه الإستراتيجية أخفقت في مصر وتونس واليمن. يجب على الحكومة السورية أن تتوقف فورا عن مضايقة الصحفيين وتهديدهم وأن تسمح لهم بالعمل بحرية”.
وفي حالة منفصلة في لبنان، قام رجال مجهولون بصب بنزين على سيارة بث إعلامي تابعة لمحطة ‘الجديد’ التلفزيونية التي تتخذ من بيروت مقرا لها، وذلك بينما كان الكادر الإعلامي يغطي تظاهرة في شمال البلاد تضامنا مع الانتفاضة السورية يوم الجمعة، وذلك وفقا لما قاله مدير التصوير في المحطة لوسائل الإعلام المحلية. هذا ولم يتم إشعال النيران في السيارة، وتمكن الكادر من مغادرة مسرح الأحداث دون أن يصابوا بأذى.