قد فوجئوا متابعي برنامج باسم يوسف مساء يوم الجمعة 1 نوفمبر قبل دقائق من موعد اذاعة الحلقة ببيان صادر من مجلس إدارة قناة "سي بي سي" يعلن إيقاف برنامج "البرنامج" الى اجل غير مسمى بزعم مخالفته لسياسات القناة.
اعربت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان اليوم, عن استنكارها الشديد للحملة الشرسة التي يتعرض لها الإعلامي الساخر باسم يوسف بعد عرض حلقة برنامجه يوم الجمعة 25 اكتوبر الماضي, والتي بدأت بحملة هجوم إعلامي قوية, ثم بلاغات حسبة تم التقدم بها ضد الإعلامي أعقبها احتجاجات امام مسرح “اوديون” من قبل مؤيدي السلطات المصرية تهدف الى منعه من تصوير حلقة برنامجه الثانية بعد 30 يونيو, ووصلت الى اتخاذ قناة “سي بي سي” الفضائية قراراً بإيقاف برنامجه لأجل غير مسمي.
وكان متابعي برنامج باسم يوسف قد فوجئوا مساء يوم الجمعة 1 نوفمبر قبل دقائق من موعد اذاعة الحلقة ببيان صادر من مجلس إدارة قناة “سي بي سي” يعلن إيقاف برنامج “البرنامج” الى اجل غير مسمي بزعم مخالفته لسياسات القناة وإن منتج ومقدم البرنامج يصرون على مخالفة الاتفاقات التي تمت بينهم وبين إدارة القناة.
و صدر هذا القرار علي خلفية ما أثير من جدل حول حلقة 25 اكتوبر من البرنامج, وبسبب ان الحلقة التي تم منعها كانت تحوي انتقادات لقناة “سي بي سي” نفسها.
وكان النائب العام قد قرر في 29 أكتوبر الماضي احالة بلاغات حسبة مقدمة ضد الإعلامي باسم يوسف لنيابة استئناف القاهرة لفتح تحقيق في الاتهامات التي وجهتها البلاغات للإعلامي والمتمثلة في إذاعة بيانات كاذبة من شأنها تكدير السلم العام والحاق الضرر بالمصلحة العامة والعمل علي إشاعة الفوضى في البلاد وإثارة الفتنة, وتهديد الأمن والسلم الاجتماعي.
كما تظاهر عدد من مؤيدي وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي يوم الاربعاء 30 اكتوبر امام مسرح “اوديون” بهدف منع باسم يوسف من تصوير ثاني حلقات برنامجه بعد غيابه الذي طال لشهور.
وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان “إن قرار ايقاف البرنامج يشكل ضربة موجعة لحرية التعبير بعد 30 يونيو ويؤكد عودة رجال الأعمال من ملاك وسائل الإعلام الي فرض الرقابة الذاتية حفاظا علي مصالحهم مع السلطة, ويوضح ضرورة مراجعة مسألة سيطرة المال علي الإعلام وتدخله في السياسات التحريرية والمواد والموضوعات التي تنشر علي شاشة وسائل الاعلام المستقلة.”
وأضافت الشبكة العربية: “إن ما حدث بمثابة تصرف غريب وغير مبرر من قبل ادارة قناة سي بي سي, فبعد أن كانت القناة اثناء فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي ترحب بما يقدمه الاعلامي الساخر باسم يوسف وتدافع عنه, ها هي الأن تقرر منع برنامجه بسبب مادة ساخرة شبيهة بالتي كان يقدمها في عهد مرسي, الأمر الذي يثير الشكوك حول مدي تعرض القناة لضغط من قبل الدولة المصرية لفرض رقابة ذاتية علي محتوي برامجها, ويوضح ضرورة مراجعة مسألة سيطرة رأس المال علي وسائل الاعلام.”
وتؤكد الشبكة العربية إن هذا هو اول اختبار لمدي احترام الدولة المصرية والقائمين على الاعلام لحرية التعبير بعد 30 يونيو, لا سيما بعد أن تم اغلاق القنوات المؤيدة لتيار الاسلام السياسي, حيث ان برنامج باسم يوسف هو البرنامج الوحيد الذي انتقد السلطات وخصوصا الفريق عبدالفتاح السيسي بشكل مباشر وكان مصيره المنع والمصادرة, وهو ما يثير القلق حول مستقبل الحريات الاعلامية في مصر.
وطالبت الشبكة العربية ادارة قناة سي بي سي بمراجعة هذا القرار الجائر والسماح للإعلامي بالعودة لتقديم برنامجه.