قُتل الصحفي فلاح طه، وهو صحفي مستقل كان يساهم في عدة وسائل إعلام عراقية، وذلك بينما كان يغطي المصادمات الجارية بين قوات الحكومة وبين قوات الجيش السوري الحر في العاصمة دمشق.
(لجنة حماية الصحفيين /آيفكس) – نيويورك، 18 تموز/يوليو 2012 – قُتل في يوم السبت صحفيان عراقيان يعيشان في سوريا وكانا يغطيان النزاع فيها، وقد تضاربت تقارير الأنباء بشأن تفاصيل مهمة عن خلفية مقتلهما. وتواصل لجنة حماية الصحفيين التحقيق في ظروف مقتل الصحفيين، والذي يتزامن مع تقارير حول تصاعد العنف ضد العراقيين الذين يعيشون في سوريا.
قُتل الصحفي فلاح طه، وهو صحفي مستقل كان يساهم في عدة وسائل إعلام عراقية، وذلك بينما كان يغطي المصادمات الجارية بين قوات الحكومة وبين قوات الجيش السوري الحر في العاصمة دمشق، وفقاً للعديد من التقارير الإخبارية. كما قامت مجموعة مجهولة من المسلحين بقتل الصحفي علي جبوري الكعبي، رئيس تحرير صحيفة ‘الزوراء’ الأسبوعية التي تصدر من بغداد، ولك في ضاحية جرمانة في دمشق، وفقاً لتقارير الأخبار. وتصدر صحيفة ‘الزوراء’ الأسبوعية عن نقابة الصحفيين العراقيين، حسب تقارير الأنباء.
أوردت تقارير الأخبار تفاصيل قليلة عن مقتل الصحفيين. وفي حين أفادت معظم التقارير بأن الصحفيين قتلا بالرصاص، إلا أن بعض التقارير نقلت عن مسؤولين في الجيش العراقي أن الصحفيين أصيبا أيضاً بطعنات. وأوردت معظم التقارير بأن حالتي القتل هاتين حدثتا بصفة منفصلة وفي موقعين منفصلين، إلا أن بعض التقارير أفادت أن كلا الصحفيين قتلا في منطقة جرمانة. وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن العقيد عبد الباسط الحلو، قائد الموقع العسكري في نقطة الوليد الحدودية، قال إن طه والكعبي “قُتلا بالسكاكين والرصاص في منطقة جرمانة”. وأوردت وكالة ‘أسوشيتد برس’ أن القائد العسكري العراقي العميد قاسم الدليمي أفاد بأن الصحفيين كانا يحملا بطاقة عضوية في نقابة الصحفيين وأنهما قتلا في جرمانة.
وكان الصحفيان طه والكعبي قد فرا من العراق بين عامي 2007 و 2008 وكانا يعيشان ويعملان في سوريا منذ فرارهما، حسبما أفاد زياد العجيلي، مدير مرصد الحريات الصحفية الذي يتخذ من بغداد مقراً له، للجنة حماية الصحفيين. وتستضيف سوريا حوالي مليون لاجئ عراقي فروا من القتال الطائفي في العراق ما بين عامي 2005 و 2007، حسب تقارير الأنباء.
وأصدر الناطق باسم السلطات العراقية، علي الدباغ، بياناً في يوم الثلاثاء ورد فيه أن الحكومة العراقية منشغلة بشأن “أحداث القتل والاعتداءات المتزايدة ضد العراقيين الذين يعيشون في سوريا” حسب تقارير الأنباء. وأضاف الدباغ بأن 12 عراقياً، بمن فيهم الصحفيان القتيلان، لقوا مصارعهم خلال هذا الشهر لوحده، حسب تقارير الأنباء. وفي يوم الثلاثاء، حثّت الحكومة العراقية جميع المواطنين العراقيين الذين يعيشون في سوريا أن يعودوا إلى ا لعراق بسبب الانعطافة الخطيرة الأخيرة في أحداث العنف التي تشهدها سوريا منذ 16 شهراً، حسب تقارير الأنباء.
وقد سلّمت السلطات السورية جثتي الصحفيين إلى السلطات العراقية عند نقطة الوليد الحدودية في يوم الأُثنين، حسبما نقلت وكالة ‘أسوشيتد برس’ عن الدليمي. وأضافت تقارير الأنباء أنه تم تسليم جثامين عدة مواطنين عراقيين آخرين ممن قتلوا في سوريا خلال الشهر الماضي.
وقال روبرت ماهوني، نائب مدير لجنة حماية الصحفيين، “نحن نشعر بالحزن جراء مقتل علي جبوري الكعبي وفلاح طه، وهما آخر ضحيتين في قائمة متزايدة من الصحفيين القتلى في سوريا. لقد كان ثمن تغطية هذا النزاع ثمناً باهضاً جداً للصحفيين المحليين والدوليين”.
وفي يوم الأحد، وصفت اللجنة الولية للصليب الأحمر النزاع في سوريا على أنه حرب أهلية، وفقاً لتقارير الأنباء. وتُظهر أبحاث لجنة حماية الصحفيين أن 14 صحفياً على الأقل لقوا حتفهم منذ تشرين الثاني/نوفمبر بينما كانوا يغطون النزاع في سوريا، وقد قُتل تسعة منهم على الأقل في ظروف تثير الاشتباه بشأن مسؤولية الحكومة عن مقتلهم، مما جعل سوريا أخطر مكان للصحفيين في العالم.