ولم يقتصر سوء حال المرأة على الصعيد السياسي فحسب، بل تعاني المرأة من ارتفاع نسب التحرش الجنسي.
(المنظمة المصرية لحقوق الإنسان/ايفكس) – تعرب المنظمة المصرية لحقوق الإنسان في ذكري اليوم العالمي للمرأة والذي يوافق الثامن من مارس من كل عام عن قلقها البالغ على أوضاع المرأة المصرية وحقوقها السياسية والاجتماعية والتي تشهد انتكاسة كبيرة للغاية في الفترة الأخيرة من تدني مشاركتها في الحياة السياسية وتعرضها للعنف والتحرش وغيرها من الانتهاكات.
وتري المنظمة أن أوضاع المرأة المصرية في غاية السوء، فتعاني من التهميش السياسي، ففي أول تجربة برلمانية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير تدنت نسبة حصول المرأة على مقاعد في البرلمان، فلم تحصل النساء إلا على 8 مقاعد من أصل 498 مقعدا في مجلس الشعب المصري (الذي حل بعد ذلك) منهن 4 منتميات لحزب الحرية والعدالة، بالإضافة إلى ثلاث نائبات معينات، ثم جاء الدستور الجديد لعام 2012 متجاهلا مشاركة المرأة السياسية، ولم يتبن نظاما انتخابيا يضمن مشاركة نسائية أكثر فعالية، ويأتي بنساء ممثِلات تمثيلا ديموقراطيا داخل المجالس المنتخبة المتعددة، في الوقت الذي ألزم فيه الأحزاب السياسية بعدم التمييز على أساس الجنس، ولم يلزم الدولة ومؤسساتها بمبدأ المساواة وعدم التمييز، ولهذا جاء قانون الانتخابات الجديد لينص على أن تتضمن كل قائمة مرشحة واحدة على الأقل من النساء، بعد أن كان النص يشترط وجود امرأة في النصف الأول من القائمة، وذلك في الدوائر التي تمثل بأكثر من أربعة مقاعد.
إلا أنه، وبناء على تعديل تبناه نواب حزب النور السلفي، استبدل النص بوجود امرأة على الأقل في القائمة، حتى لا يشوب القانون عوار دستوري كما ادعوا، حيث ينص الدستور في المادة 33 على عدم تمييز أي فئة، في حين أن الدستور ذاته ينص في المادة 113 على ضرورة تمثيل عادل على أساس الفئات بالمجتمع، وتعداد السكان بالمحافظات، فضلاً عن أن التمييز الإيجابي هو تعزيز للمساواة في مجتمع يعاني خللاً وتمييزًا ضد المرأة، ولا يساوي بينها وبين الرجل في الحقوق، وبالتالي ففي حالة إقرار القانون على هذا الحال سوف يضعف فرص تمثيل المرأة في البرلمان القادم، ويتعمد إقصائها، حيث يؤدي اكتفاء النظام الانتخابي باشتراط إدراج امرأة واحدة على الأقل بكل قائمة، وعدم ضمانه لها موقعا متميزا في القائمة، إلى أن تذيل بها القائمة، على نحو يقلص من حظها في الفوز. لأن النسب المضمونة في القوائم هي المقاعد الثلاثة الأول.
ولم يقتصر سوء حال المرأة على الصعيد السياسي فحسب، بل تعاني المرأة من ارتفاع نسب التحرش الجنسي والتي وصلت إلى معدلات مرتفعة للغاية بل وأن التحرش بات يتم في الشوارع والميادين العامة وفي وسط النهار مما يمثل معاناة إضافية على المرأة.
ومن جانبه أكد أ.حافظ أبو سعده رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن حقوق المرأة في مصر باتت تنتهك على نطاق واسع سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي وهذا يمثل تهديد للمرأة المصرية التي ناضلت كثيراً للغاية للحصول على حقوقها.
وأضاف أبو سعده أن ثورة الخامس والعشرين من يناير لم تضيف لحقوق المرأة بل على العكس فإن حزب الحرية والعدالة الذي سيطر على مقاليد الأمور بعد الثورة أدي إلى حدوث ردة في حقوق المراة، فقبل الثورة كان هناك نظام كوتة للمراة ولكن الآن هناك ردة في هذه الحقوق، كما زادت معدلات التحرش بهن، وهي أمور تعتبر نكسة في تاريخ حقوق المرأة..
وعليه تطالب المنظمة الحكومة المصرية بضرورة تعديل قانون الانتخابات الجديدة بتخصيص نسبة مقاعد في البرلمان للمرأة حتى يحصلوا على حقوقهم السياسية، وتخصيص نسبة معينة للنساء من المناصب التمثيلية في كل الهيئات والأجهزة والأعمال، والعمل على تغيير الثقافة المجتمعية لمحاربة العنف ضد المرأة من خلال نشر الوعي الثقافي والديني في وسائل الإعلام التي تساوى بين الرجل والمرأة في مختلف المجالات، وتجريم التحرش الجنسي واعتباره جريمة مستقلة، وتفعيل دور المرأة داخل مؤسسات صنع القرار سواء أكانت المؤسسات التنفيذية أو التشريعية، وتوفير الحماية القانونية للمرأة من العنف الأسري.