بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة (3.5.13)، نظم مركز "إعلام" ندوة خاصة تناولت موضوع المهنية الصحافية في مناطق النزاع المسلح.
بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة (3.5.13)، نظم مركز “إعلام” ندوة خاصة تناولت موضوع المهنية الصحافية في مناطق النزاع المسلح.
إختار مركز “إعلام” التطرق إلى العمل الصحافي في مناطق النزاع المسلح لما حمله العام 2012 من أحداث دموية طالت الصحافيين وراح ضحيتها ما يقارب الـ 90 صحافيًا وفقًا للمعطيات لتي نشرتها منظمة “مراسلون بلا حدود”.
شارك في الندوة، كل من الصحافي ايتاي أنغل، الذي يعمل كمحقق صحافي في برنامج “عوفداه”، والصحافي سامر شلبي، منتج في تلفزيون الـ CBC الكندي في الشرق الأوسط، وتطرق كل منهما إلى عمله الصحافي في عدة مناطق من العالم تشهد حالة من الثورة والغليان والحروبات الداخلية منها: كوسفو؛ رواندا، أفغانستان؛ مصر؛ اليمن؛ سوريا وليبيا.
أفتتحت الندوة الزميلة مريم فرح مستذكرة المخاطر التي تعمل بها الطواقم الصحافية بشكل عام، مؤكدة على أنه وفي السياق الداخلي يعود علينا الـ 3 من آيار هذا العام ولا زالت المكتسبات في حرية العمل الصحافي وحرية التعبير في مجتمعنا الفلسطيني داخل إسرائيل هشة، بسبب المعيقات المؤسساتية والمجتمعية المحيطة.
تطرقت فرح إلى رسالة مركز “إعلام” في هذا السياق والمؤكدة على “قدسية مهنة الصحافة وعلى ضرورة احترام حرية التعبير؛ والتعددية في الآراء والمواقف؛ وعلى أهمية العمل الصحفي في تطوير وتعزيز وعي شعبنا ومجتمعنا”، والمؤمنة “أن واقعنا كأقلية مُستهدفة ومستنزفة يتطلب وعيًا جماهيريًا كبيرًا تلعب فيه الصحافة دورًا مهنيًا ووطنيا فعالًا، يتم من خلاله مواجهة المخططات السلطويّة والتحديات التي تواجهنا”.
الصحافي أنغل: تعلمت أنه يجب لا يتم اعتقالي
بدأ الندوة الصحافي إيتاي أنغل متحدثًا عن تجربته والتي بدأت في البوسنة ، مؤكدًا أنه يدخل إلى تلك البلدان بواسطة جواز سفره الأمريكي، وعادة ما يقوم بتلك الجولات الخطرة وحده، مضيفًا أنه وبعد لقاء صحافي من “لاتفيا” في بيت المهندس يحيى عياش تعلم كيفية الدخول إلى مناطق النزاع بثقة دون أن يبدي أية ملامح من الخوف والتي من الممكن أن تؤدي إلى إيذائه او اعتقاله وبالتالي التعرف إلى هويته الإسرائيلية، موضحًا على أنه يحرص تمام الحرص على أن لا يتم اعتقاله خاصة بعد الثورة في عالم الانترنت والتكنولوجيا والتي يتم من خلالها كشف هويات الأشخاص بصورة سريعة جدًا.
وشارك الصحافي أنغل الحاضرين مخاوفه، لا سيما وأن عددًا من زملائه قُتلوا خلال تغطية الأحداث. وأكد أن أخطر تجربة له لم تكن في سوريا إنما في أفغانستان حيث غطى مظاهرة صاخبة ضد إسرائيل تم فيها حرق أعلام إسرائيلية.
وكشف أنغل للحضور عن كواليس التقرير عن سوريا موضحًا أنه لم يستطع أن يصل إلى الطرف الأخر – مؤيدي النظام- لتواجده في مناطق سيطر عليها ما أسماهم بـ”ثوار مسلحون قسم كبير منهم ليس سوريًا”.
الصحافي شلبي: واجهت خطر الإعدام الميداني
بدوره تحدث الصحافي سامر شلبي عن تجربته الحافلة بالمخاطر ايضًا، متطرقًا بداية إلى محاولة اختطافه مع زميلات له من التلفزيون الكندي في مصر خلال الثورة، وأوضح أنه وجد نفسه مع زميلتين له محاطين بمجموعة حملت سيوفًا تتشاور فيما بينها إذا ما سيتم إعدامهم ميدانيًا أم لا.
وقال أنه وقبل السفر إلى أية منطقة تشهد نزاعًا مسلحًا عليه أن يقرأ الأجندات الخاصة بكل الأطراف المتنازعة، حتى يكون واضحًا امامه مواقف الطرف الذي يتعامل معه، كما يجب أن يكون ممثلا بارعًا يحمل صفتين، الأولى السذاجة والثانية قوة التعامل مع المواقف وسرعة البديهة.
وكشف شلبي أن نقطة ضعفه في عمله الميداني الخطير هي وجود طاقم عامل معه، ففيما يعمل أنغل بصورة منفردة، يضطر سامر إلى حماية نفسه وحماية الطاقم.
وعن تجربته في سوريا أوضح شلبي أنها كانت صعبة وشائكة، مؤكدًا أن سوريا في خطر امام حرب طاحنة بين النظام وما يسمى بالثوار، مفضلا عدم الخوض بتفاصيل العمل خوفًا على سلامة طواقم القناة.
وأكد في نهاية حديثه أنه على الرغم من أن الحروبات وثورات العالم العربي هي الشغل الشاغل للصحافة، إلا أنه مستاءٌ من تجاهل تغطية الأماكن المقدسة والأثرية والتغييرات التي تمر عليها بسبب تلك الصراعات مستذكرًا مزار السيدة زينب في مصر.
يُشار إلى أن الندوة انتهت بعدة أسئلة من قبل الحضور كما وشملت عرضًا لمقطع من تقرير الصحافي أنغل عن سوريا.