منذ دخول القوات العسكرية الروسية إلى الجمهورية البرلمانية المستقلة في شبه جزيرة القرم، تعرضت القنوات التلفزيونية المحلية للترهيب وضُرِب مشغلوا الكاميرات، كما تم استهداف المواقع من خلال هجمات "دوس".
يقولها عنوان السي إن إن بإفضل شكل ممكن: “في غزو روسيا “المعتم عليه” لشبه جزيرة القرم، فإن المعركة تنصب على المعلومات”.
منذ دخول القوات العسكرية الروسية القرم – وهي جمهورية برلمانية مستقلة داخل أوكرانيا – تم خنق حرية المعلومات بطرق عديدة.
وفقا لمعهد الإعلام الجماهيري، وهي منظمة من أعضاء آيفكس مقرها في كييف، فإنه يتم تخويف “القنوات التلفزيونية المحلية في شبه جزيرة القرم وتهديدها بقنابل المولوتوف، وجعلوا بثها أمراً مستحيلا من الناحية الفنية، وتم إلقاء القبض على مكاتب تحريرهم، وضُرِب مشغلو الكاميرات، كما تم استهداف المواقع من خلال هجمات دوس.
لقد تم نشر القوات الروسية في شبه جزيرة القرم بتاريخ 26 شباط – بعد أقل من أسبوع من فرار الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش من كييف وبعد اعتبار البرلمان بأنه “استقال”. لقد جاءت الاضطرابات السياسية بعد أشهر من الاحتجاجات الحاشدة التي بدأت عندما رفض يانوكوفيتش التوقيع على اتفاقيات تجارية مع الاتحاد الأوروبي، واستمرت بتمريره قانوناً يجرم معظم أشكال المعارضة.
بعد مجرد أيام من تخلي يانوكوفيتش عن قصره وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية الجديدة لأوكرانيا، استولى مسلحون على برلمان القرم ورفعوا العلم الروسي في سماء المنطقة.
بتاريخ 1 آذار، تم إبلاغ معهد الإعلام االجماهيري بأن أشخاص مسلحة مجهولة الهوية كانت تسد الطرق المؤدية إلى شبه جزيرة القرم، ولم يسمح للصحافيين بدخول المنطقة.
لقد قام المسلحون بإخد بطاريات الكاميرا والذاكرات التي عليها الصور، و”التهديد بإطلاق النار دون سابق إنذار إذا حاول شخص ما التصوير”.
واجه الصحفيون الذين يعملون داخل شبه جزيرة القرم صعوبات مماثلة. فوفقاً للجنة حماية الصحفيين، قام رجال ملثمون باقتحام واحتلال مركز الصحافة الاستقصائية في سيمفيروبول بتاريخ 2 آذار، في المبنى الذي يضم أيضا اتحاد التجارة المحلية ومنظمة إعلام غير ربحية تدعى مركز المعلومات والصحافة.
علاوة على ذلك، لقد علم معهد الإعلام الجماهيري أيضاً بأن صحفيي القرم لم يتم منحهم إذن بالدخول إلى المباني الحكومية ، في حين أن وسائل الإعلام الروسية أعطيت ذلك. تلاحظ مجموعة حرية الصحافة أن الصحفيين القرم التتار معرضون بشكل خاص للضغوطات التي تمارس من قبل السلطات.
لكن القيود المفروضة على حرية الصحافة في شبه جزيرة القرم لا تقتصر فقط على الحد من قدرة الصحفيين على العمل.
وفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود، فإن محطة تلفزيون القرم الرئيسية المستقلة ، تشيرنومورسكايا، تم قطع بثها منذ 3 آذار. إن تشيرنومورسكايا المعروفة عن تغطيتها للتوتر السياسي هي فقط واحدة من محطتي بث تلفزيوني في المنطقة. لقد قال مركز البث الانتقالي في المنطقة بأن قطع البث جاء لأسباب ” خارجة عن سيطرتنا”، لكنه فشل في إعطاء توضيحات أكثر.
أشارت لجنة حماية الصحفيين في بيان لها إلى تصريح من رئيسة تحرير المحطة ألكسندرا كيفيتكو التي عبرت عن قلقها من قطع البث. “من خلال إيقاف بث تشيرنومورسكايا، تم تجريد سكان الإقليم من حقهم في الاختيار. الآن ، نحن جميعنا يجب أن نشاهد فقط رأي (صحيح) واحد”.
في الوقت نفسه، فوفقاً لمراسلون بلا حدود فان مجلس وزراء القرم هدد بتعليق إرسال محطات التلفزيون المحلية الأوكرانية بسبب “خلق الوهم من التدخل العسكري”.
قال الأمين العام لمراسلون بلا حدود كريستوف ديلويري: “اننا نذكر جميع أطراف النزاع أن لديهم واجب بحماية الصحفيين والسماح لهم بالعمل دون عائق”.
وأضاف: “اولئك الذين لديهم السلطة في شبه جزيرة القرم والميليشيات المسلحة الذين يسيطرون على المنطقة يجب أن يفعلون كل ما هو ممكن لضمان استئناف عمل وسائل الإعلام المحلية، ولاستعادة البنية التحتية للاتصالات وإزالة الحواجز التي تمنع بعض الصحفيين من دخول شبه الجزيرة “.
نددت المنظمة أيضا بأحداث العنف الأخيرة ضد الصحفيين الذين يغطون الوضع في أجزاء أخرى من أوكرانيا، مشيرة إلى حادثة مراسل راديو سفوبودا الذي تعرض للضرب وأجبر على الركوع و تقبيل العلم الروسي خلال مظاهرة في خاركيف بتاريخ 1 آذار، وإلى حادثة الصحفيين في تلفزيون بيرشي ديلوفي ووكالة أنباء URA -Inform الذين تعرضا للضرب أثناء تغطيتهم لقاء في اليوم التالي في دونيتسك .
في بيان له، دعى معهد الإعلام الجماهيري الصحفيين الدوليين و المنظمات المناصرة إلى أن تكون حاسمة لما تقوله وسائل الإعلام الروسية و إلى “فحص دقيق لأخبار القنوات التلفزيونية الروسية حول شبه جزيرة القرم قبل إعادة البث لهم”.
طالب المعهد أيضا الصحفيين بتشجيع الاتحاد الروسي و” السلطات التي نصبت نفسها على جمهورية القرم ذات الاستقلال الذاتي ” لوقف التمييز ضد الصحفيين و”لتأمين ظروف متساوية ومناسبة لعمل لجميع وسائل الإعلام”.