آلف اليمنيون الخيواني حتى آخر لحظة من حياته، لدى اغتياله من مسلحين مجهولين يوم امس الاربعاء بشارع الرقاص بالعاصمة اليمنية صنعاء.
ظهر هذا المقال أولا في يوم 19 ابريل 2014 على موقع مهارات نيوز، منبر إعلامي متعدد الوسائط تديره مؤسسة مهارات.
“الابتزاز أسلوب الفاشلين للحصول على ما ليس لهم به حق، لا يلجأ إليه ولا يقبل به إلا المجرد من الكرامة والذليل، الذي تسكن الخسة نفسه”، لم تختلف هذه العبارات الاخيرة للصحافي والناشط السياسي عبد الكريم الخيواني، التي كتبها على صفحته على “فايسبوك” قبيل اغتياله عن تلك العبارات الحادة التي كانت ترافقه دائما اثناء كتاباته ضد الرئيس اليمني السابق علي صالح. هكذا، آلف اليمنيون الخيواني حتى آخر لحظة من حياته، لدى اغتياله من مسلحين مجهولين يوم امس الاربعاء بشارع الرقاص بالعاصمة اليمنية صنعاء.
شكّل اغتيال الخيواني صدمة في الأوساط السياسية والحقوقية في اليمن، اذ أدانت معظم الأحزاب اليمينة هذا الاغتيال، كما دانته الناشطة اليمنية توكل كرمان، التي وجت الاتهام في شكل غير مباشر إلى الرئيس صالح، فكتبت على صفحتها عبر “فايسبوك” ان “من لم يقتله علي صالح بطريقة غير مباشرة عن طريق القاعدة وجماعات العنف الأخرى، قتله بطريقة مباشرة عن طريق العصابات التي يتزعمها”. وأضافت كرمان “مرتكب جرائم القتل السياسي في اليمن واحد، إنه جذر الموبقات في اليمن المخلوع علي صالح”.
كذلك، دعت كرمان الى تحقيق شفاف في الجريمة لكشف مرتكبيها، موضحة أن ضحايا جرائم القتل السياسي تتعدد كل يوم والقاتل واحد، وستنضم هذه الجريمة الإرهابية الى قائمة جرائم القتل السياسي في اليمن المسكوت عنها.
مسيرة الخيواني
بالقلم والسياسة، شكَّل حياته، التي سارت في دربي الصحافة والسياسة بالتوازي، منذ ان عمل رئيساً للدائرة السياسية في “حزب الحق”، ورئيساً لتحرير صحيفة “الأمة” الصادرة عن الحزب، فضلاً عن رئاسة تحرير صحيفة “الشورى” الأسبوعية، وموقع “الشورى نت” الإلكتروني الإخباري.
ولد الخيواني العام 1965 في مدينة تعز، وهو عضو “مؤتمر الحوار الوطني” عن مكوّن “أنصار الله” الحوثيين، كما انه سفير النوايا الحسنة للمجلس الدولي لحقوق الإنسان في اليمن.
عقب توليه رئاسة تحرير صحيفة “الشورى” مطلع 2004، نشر ملفات شديدة الحساسية بالنسبة الى الحكومة اليمنية، أسهمت في رفع سقف الحرية للصحافة الناقدة، وأشهرها ملف توريث الحكم والمناصب الوظيفية في الدولة، والفساد في القطاع النفطي، وجمع المسؤولين الحكوميين بين مناصبهم وبين ممارسة التجارة، إضافة إلى تغطيته لأحداث الحرب في صعدة التي اندلعت منتصف آذار/ مارس 2004، وهي تغطية انتقدت الحرب وكشفت الكثير من حقائقها. تعرّض للسجن أواخر العام 2004، اذ استمر اعتقاله لمدة عام إثر صدور حكم قضائي بحقه على خلفية تهم عدة بينها إهانة والمساس بذات رئيس الجمهورية السابق علي صالح.
أطلق سراحه أواخر العام 2005 بموجب عفو رئاسي، بعد إدراج قضيته في تقارير دولية عدة بينها تقرير وزارة الخارجية الأميركية السنوي عن الحريات، وتقارير لـ”منظمة العفو الدولية” وسواها، لكنه مُنع من السفر إلى خارج البلاد، وتعّرض لتهديدات عدة بالتصفية الجسدية.
وفي العام 2007 عُثر عليه، في منطقة دار سلم الواقعة جنوب العاصمة صنعاء بعد تعرضه للاعتداء بالضرب، وكانت عصابة مؤلفة من سبعة أفراد اتجهت بالخيواني نحو جهة مجهولة بعد أن أجبرته بالقوة على الصعود إلى سيارة تستقلها بينما كان بصحبة عدد من زملائه في شارع الزبيري بالعاصمة صنعاء.
في السياق منحت “منظمة العفو الدولية” جائزة خاصة بالصحافيين المعرضين للخطرالى الخيواني في العام 2008، وكان يقبع حينها في السجن. كذلك، تم تعيين الخيواني في آيار/ مايو 2014 سفيرا للنوايا الحسنة والعلاقات الدبلوماسية من منظمة “بعثة السلام والعلاقات الدبلوماسية للمجلس الدولي لحقوق الإنسان”، تقديرًا لجهوده وإسهاماتها في المجالات الإنسانية، وهو أول يمني يُمنح هذا المنصب.