تغيّرت التهديدات التي يواجهها الصحفيون في العراق بعد أن استعادت القوات الحكومية السيطرة على مدينة الموصل، وقلصت إلى حد كبير المساحات التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. وأصدر فريق الاستجابة الطارئة التابع للجنة حماية الصحفيين التنبيه التالي بشأن السلامة للصحفيين العازمين على مواصلة العمل في العراق.
ظهر هذا المقال أولاً على موقع لجنة حماية الصحفيين في تاريخ 23 أوغسطس 2017.
تغيّرت التهديدات التي يواجهها الصحفيون في العراق بعد أن استعادت القوات الحكومية السيطرة على مدينة الموصل، وقلصت إلى حد كبير المساحات التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. وأصدر فريق الاستجابة الطارئة التابع للجنة حماية الصحفيين التنبيه التالي بشأن السلامة للصحفيين العازمين على مواصلة العمل في العراق.
على الرغم من انحسار تواجد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، لم تتحقق زيادة في الاستقرار في البلد، إذ أدى بروز الميليشيات الشيعية من جديد، إلى مواصلة تشويش الحدود، وزيادة المخاطر العامة التي يواجهها الصحفيون في المنطقة.
أدت قوات الحشد الشعبي دوراً رئيسياً في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقد أقر البرلمان العراقي بهذه القوات بوصفها وحدات عسكرية رسمية مستقلة، وذلك إقراراً منه بإنجازاتها. وفي هذا المشهد الجديد، بات لزاماً على الصحفيين الحصول على موافقات بشأن العمل من هذه الوحدات العسكرية ومن الحكومة، وذلك حسب المناطق التي يرغبون بالتوجه إليها.
ووفقاً لتقرير نشرته منظمة هيومان رايتس ووتش في يوليو/ تموز 2016، تتسم العديد من هذه الوحدات العسكرية الحديثة التأسيس بسجل سيء في مجال حقوق الإنسان، وقد وثقت هذه المنظمة التي تتخذ من مدينة نيويورك مقراً لها ممارسات ارتكبتها بعض هذه الوحدات من قبيل عمليات إعدام بإجراءات موجزة، واختفاءات قسرية، وتعذيب، وتدمير للبيوت. ودعت المنظمة السلطات العراقية إلى الكف عن العمل مع هذه الميليشيات.
وثمة شواغل بأن تلجأ هذه الوحدات العسكرية إلى العنف كوسيلة لفرض الرقابة على التغطية الصحفية بشأن موضوعات الفساد والعنف والإساءات وانتهاكات حقوق الإنسان.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2016، قامت مجموعة من الرجال المسلحين المرتبطين بميليشيا شيعية باختطاف الصحفية أفراح شوقي القيسي من منزلها، واحتجزتها لمدة تسعة أيام بعد أن نشرت الصحفية مقالاً انتقدت فيه مسؤولاً في وزارة الداخلية، وثقافة الإفلات من العقاب المنتشرة لدى جماعات الميليشيات.
وما زال تنظيم الدولة الإسلامية يمثل تهديداً على الصحفيين العاملين في العراق رغم أنه فقد السيطرة على بعض المناطق، فما زال التنظيم يسيطر على مدينة تلعفر والمناطق المحيطة بها، وهي تقع على بعد 63 كيلومتراً إلى الغرب من الموصل.
وفي الوقت الحالي، تنتظر القوات الحكومية العراقية، مدعومة بقوات البيشمركة الكردية ووحدات الحشد الشعبي، صدور الأوامر الرسمية لبدء هجوم بري لاستعادة تلعفر. وقد بدأت القوات العراقية بتنفيذ غارات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وحشدت معدات عسكرية في بادوش التي تقع على بعد 40 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من الموصل. وقد تمكنت هذه القوات من استعادة بعض القرى في المنطقة.
ويتمتع تنظيم الدولة الإسلامية بدعم من بعض سكان محافظة الأنبار الواقعة في غرب العراق. وفي الأسابيع الأخيرة، ازدادت الهجمات التي يشنها التنظيم والتي تعتمد على أساليب حرب العصابات، وهو توجّه من المرجح أن يتواصل، حسب تقديرات الخبراء الأمنيين. ومن المتوقع أن يواصل التنظيم أيضاً استهداف وسائل الإعلام.