شباط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: موجز لأهم أخبار حرية التعبير، بناءً على تقارير أعضاء آيفكس والاخبار من المنطقة.
تمت الترجمة من مقال أصلي باللغة الانجليزية
لبنان: من تعبير غير مسبوق إلى حملة قمع
في الأسابيع التي تلت بداية الاحتجاجات المناهضة للحكومة في لبنان، شهدت حرية التعبير زيادة ملحوظة في الحديث عن “المحرمات” التقليدية والمعايير الراسخة في الخطاب السياسي. وفقاً لتقرير جديد صادر عن مؤسسة مهارات، والذي راقب الشهرين الأولين من الاحتجاجات الشعبية، يمثل انتقاد الجمهور للمؤسسة السياسية بأكملها “ظاهرة غير مسبوقة” مع وصول حرية التعبير إلى “الذروة” خلال هذه الفترة الزمنية.
لكن اليوم، ومع استمرار الاحتجاجات، أصبحت حرية التعبير مكاناً متقلباً ومتقلصاً بشكل متزايد في لبنان. حيث واجه الصحفيون والمصورون الذين كانوا يغطون المظاهرات تداعيات خطيرة، بما في ذلك استهدافهم بخراطيم المياه والرصاص الفولاذي المغلف بالمطاط، وكذلك الاعتداءات الجسدية والتهديدات.
بتاريخ 11 شباط، قام آلاف المتظاهرين باغلاق مداخل مبنى البرلمان المحصن بشدة في محاولة لوقف التصويت على الثقة لمجلس الوزراء الجديد. وفرقت قوات الأمن المحيطة بالمبنى الحشود بخراطيم المياه والرصاص المطاطي والضرب وقنابل الغاز المسيل للدموع التي استهدفت المتظاهرين وتسببت بجرح المئات.
ترجمة التغريدة: فتاة شابة تصعد على الحواجز الخرسانية حول البرلمان وترفع علم لبنان. أطلقت قوات الأمن عليها مدافع المياه لإسقاطها. لقد شكلوا قوس قزح خلفها بدلاً من ذلك #احتجاجات_لبنان #لبنان_ينتفض
وربما من الأدلة على كيف أصبحت حرية التعبير مكاناً متنازعاً عليه بشكل متزايد، فقد تم استدعاء ملك علاوي إلى محكمة عسكرية الشهر الماضي، وتواجه الآن محاكمة بتهمة “إهانة وتشويه سمعة قوات الأمن”. وكانت علاوي قد أصبحت رمزاً للاحتجاجات عندما تم نشر صورة لها وهي تركل حارس أمن.
لم تكن الوحيدة التي تم استدعاؤها، حيث ظهر العديد من النشطاء والصحفيين أمام المحكمة العسكرية في الأسابيع الأخيرة، بمن فيهم الناشط حسن ياسين الذي يواجه اتهامات بـ “مقاومة قوات الأمن” خلال الاحتجاجات. واعتقل الناشط شربل خوري لفترة وجيزة واستُجوب بسبب تغريدة انتقد فيها مستشاراً اقتصادياً للتيار الوطني الحر، ورفض حذفها، بينما تم استدعاء المدون جينو رعيدي والصحافية ديما صادق في عطلة نهاية الأسبوع نفسها، مما ألهم انتشار وسم “#لا_للقمع_البوليسي”.
ترجمة التغريدة: يتم استدعاء شربل خوري وديما صادق وجينو رعيدي بشكل منفصل للاستجواب غداً، بعد دعاوى قضائية من التيار الوطني الحر. الاسباب في التغريدات القادمة (باللغة العربية) مقدمة من @megaphone_news #لا_للقمع_البوليسي # لبنان_ينتفض
وضع حرية التعبير المتدهور في لبنان حصل على مكان في قائمة مراقبة منظمة سيفيكوس، التي قالت إن البلاد تعاني من “تدهور خطير في الفضاء المدني”. وفقاً لقائمة المراقبة، تُظهر الإحصائيات الأخيرة أن حوالي 906 متظاهراً تم اعتقالهم واحتجازهم بين 17 تشرين الاول 2019 و 31 كانون الثاني 2020، كما يعاني حوالي 546 متظاهراً من “القوة المفرطة أثناء المظاهرات أو أثناء وجودهم في مرافق الاحتجاز”.
فلسطين: انتهاكات إعلامية وحجب الفيسبوك
قوبلت الاحتجاجات في الضفة الغربية ضد “صفقة القرن” المقترحة بقمع متزايد من قبل قوات الأمن الإسرائيلية الشهر الماضي. إن غضب الجمهور من الصفقة وخطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة، تم الرد عليه باستهداف قوات الأمن للمتظاهرين وازدياد الاعتداءات والإصابات واحتجاز الصحفيين الذين كانوا يغطون الاحتجاجات.
ترجمة التغريدة: أصيب فلسطينيان عندما هاجمت القوات الإسرائيلية المتظاهرين في مظاهرة أسبوعية مناهضة للمستوطنات في الضفة الغربية. تم تصوير جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي وهي تدفع الحجارة الكبيرة تجاه المتظاهرين.
تزايدت الاعتداءات على الفلسطينيين بسبب ممارستهم لحرية التعبير مؤخراً. ففي تقرير سنوي صادر عن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى)، تم توثيق ما مجموعه 678 انتهاكا ضد الحريات الإعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة في عام 2019، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 16٪ عن العام السابق.
كما زادت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك من رقابتها على المحتوى الفلسطيني بناء على اتفاقية عام 2016 مع الحكومة الإسرائيلية للتعاون في مكافحة المحتوى الذي يعتبر “تحريضي”. وتم ارتكاب ما يقارب من 27 ٪ من إجمالي الانتهاكات من قبل الفيسبوك والواتس آب، بما في ذلك إغلاق صفحات وسائل الإعلام، وحذف أو حظر حسابات الصحفيين الفلسطينيين، وحذف المحتوى، أو حجب مسؤولي الصفحة. وأثرت الانتهاكات على الصحفيين والناشطين، فضلاً عن مئات المواطنين الذين تم حظر حساباتهم أيضاً.
وفقاً لتقرير مدى، بينما يركز الفيسبوك على المحتوى الذي تعتبره إسرائيل محتوى فلسطيني “تحريضي”، فإنه يتجاهل الكمية الهائلة من خطاب الكراهية والتحريض الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. وتأكيداً على هذه النقطة، كشف بحث جديد صادر عن المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي (حملة) عن أنه تم نشر منشورات عنيفة ضد العرب والفلسطينيين على الشبكات الاجتماعية الإسرائيلية كل 64 ثانية العام الماضي.
لقد بحث المؤشر السنوي للعنصرية والتحريض في وسائل الإعلام الاجتماعية الإسرائيلية، كيف ساهمت الانتخابات الإسرائيلية العام الماضي في زيادة الخطاب العنيف ضد الفلسطينيين والعرب بنسبة 8٪ خلال جولتي الانتخابات. فوفقاً للتقرير، لا يزال الفيسبوك أبرز شبكة نشر لذلك، حيث يستضيف 41 ٪ من الخطاب العنيف، يليه تويتر، الذي استضاف 30 ٪ من المحتوى.
إيران: القيود على المعلومات تؤثر على أزمة فيروس كورونا
في الأسابيع الأخيرة، أصبحت إيران واحدة من أكثر البلدان تضررا من فيروس كورونا، فمع انتشار الفيروس واستمراره في حصد الارواح، قال المراقبون بأن سوء إدارة الحكومة وغياب الشفافية والتخطيط، أصبحت تشكل عائقا رئيسيا لاحتواء الفيروس.
سلطت منظمة المادة 19 الضوء على كيف ان القيود المفروضة على الإنترنت أدت إلى السيطرة الحكومية على التدفق الحر للمعلومات، وبالتالي التحكم في المعلومات التي يتم مشاركتها. فقد اعتقلت الشرطة الالكترونية الإيرانية العشرات لنشرهم “معلومات خاطئة” على الإنترنت، في حين أجبر الافتقار إلى الإدارة الحكومية إلى قيام الطاقم الطبي بنشر مقاطع فيديو عبر الإنترنت لإطلاع الجمهور على اخر المستجدات.
ترجمة التغريدة: اسمها نرجس خان علي زاده. هذه الممرضة هي آخر ضحية لفيروس كورونا في إيران. لقد كرست حياتها للمرضى. وفي الوقت نفسه، تستعد السلطات لنسب وفاتها إلى سبب آخر. لقد كذبوا أيضاً بشأن عدد القتلى من الفيروس.
السيطرة على المعلومات حول فيروس كورونا هي جزء من امتداد لتوسيع سيطرة الحكومة على حرية التعبير. ففي حين شهدت الاحتجاجات على الصعيد الوطني في تشرين الثاني 2019 زيادة في حجب الإنترنت وإغلاقه، تحركت السلطات منذ ذلك الحين لتعزيز السيطرة على المعلومات عبر الإنترنت. ووفقاً لمنظمة هيومن رايتس ووتش، بالرغم من مقتل المئات واعتقال الآلاف خلال الاحتجاجات، فإن إغلاق الإنترنت جعل توثيق النطاق الكامل للحملة ومحاسبة الجناة أمراً صعباً.
تم اعتقال المراسل الاقتصادي محمد مساعد مؤخراً لعدة ساعات، وتم تعليق حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب منشوراته التي تنتقد طريقة تعامل الحكومة مع تفشي الفيروس. كما اعتقل مسعد أيضاً خلال احتجاجات تشرين الثاني 2019، بسبب تغريداته حول إغلاق الإنترنت في جميع أنحاء البلاد، ثم أطلق سراحه بكفالة.
وفي الوقت نفسه، لعبت العقوبات الأمريكية أيضاً دوراً حاسماً في منع الإيرانيين من الوصول إلى المعلومات. فقد قطعت الشركات والمنظمات الأمريكية التي تلتزم بالعقوبات بشكل أساسي، وصول الإيرانيين إلى المعلومات المحدثة حول الفيروس وانتشاره. تتضمن مواقع الانترنت المحظورة موارد حيوية مثل خريطة التتبع الوبائية في الوقت الفعلي التي طورتها جامعة جون هوبكنز.
ترجمة التغريدة: أخبار سارة، جامعة جون هوبكنز تحاول التأكد من اتاحة خريطة تتبع فيروس كورونا في إيران، بعدما أبلغنا عن حظرها من قبل العقوبات الأمريكية.
معلومات جديدة وجديرة بالملاحظة
في المغرب:
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن هناك اتجاهاً ينذر بالخطر جراء سجن النشطاء والفنانين والصحفيين بسبب تعبيرهم عن آرائهم السياسية عبر الإنترنت. فقد تم اعتقال ما لا يقل عن 10 نشطاء أو فنانين أو مواطنين آخرين منذ شهر أيلول 2019، بسبب تعبيرهم السلمي عن آرائهم الناقدة عبر الفيسبوك أو مقاطع اليوتيوب أو أغاني الراب. وفي غضون ذلك، أصدرت السلطات القضائية أوامر بمنع صفحة أصداء الصويرة على الفيسبوك، والتي اعتبرت أنها تنتهك قانون الصحافة والنشر. وفقاً للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، استخدمت السلطات المغربية التخويف ضد مالكي المواقع وإدارييها بحظر 1000 موقع على الأقل في البلاد خلال عام 2019.
في الإمارات:
في الوقت الذي اجتمع فيه المجتمع الأدبي الدولي في أول مهرجان هاي في أبوظبي، دعت آيفكس وأكثر من 60 منظمة مجتمع مدني وكتاب ومثقفين بارزين، السلطات الإماراتية إلى إطلاق سراح المدافعين عن حقوق الإنسان المحتجزين، بمن فيهم الناشط والكاتب والشاعر أحمد منصور. لقد أبرزت الرسالة كيف تعرض سجناء الرأي مثل منصور ومحامو حقوق الإنسان د. محمد الركن و د. محمد المنصوري، لسوء المعاملة في السجن، بما في ذلك حرمانهم من الوصول إلى الكتب ومواد القراءة. استناداً إلى التقارير الأخيرة، فإن منصور مضرب عن الطعام، ويتناول السوائل فقط لأكثر من خمسة أشهر احتجاجاً على ظروف سجنه.
ترجمة التغريدة: “من المهم جدًا تذكرهم”
تتحدث الروائية المصرية البارزة أهداف سويف عن السجناء المصريين والإماراتيين، بمن فيهم المدافع عن حقوق الإنسان أحمد منصور، خلال مهرجان هاي في أبو ظبي.
في البحرين:
بمناسبة الذكرى التاسعة لانتفاضة البحرين، تم تسليط الضوء على حالة حرية التعبير وسوء معاملة السجناء السياسيين الشهر الماضي. حيث نظمت عضو آيفكس، منظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين، وقفة تضامنية في مدن حول العالم، للفت الانتباه إلى المدافعين عن حقوق الإنسان المسجونين مثل نبيل رجب وعبد الهادي الخواجة. كما قدمت المنظمة بياناً مكتوباً قبل الدورة الثالثة والأربعين لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يسلط الضوء على استمرار فشل البحرين في تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل والاستمرار في كبح المعارضة الداخلية.
أيضا في لبنان:
قام بحث جديد من منظمة سمكس بتقييم شفافية 114 شركة من مزودي خدمة الإنترنت في البلاد، ووجد البحث أن الغالبية لا تقدم سياسات الخصوصية أو شروط الخدمة، مما يبقي المستخدمين في غموض حول كيفية تخزين الشركات لبياناتهم، ومن الذي لديه حق في الوصول إليها.
أيضا في فلسطين:
من المقرر أن يُعقد منتدى النشاط الرقمي الفلسطيني الذي ينظمه مركز حملة بتاريخ 24 آذار، ولكن تم تحويله إلى فعالية على الإنترنت، وسط مخاوف صحية عالمية. وسيجمع المنتدى المنظمات والأشخاص العاملين في مجال حقوق الإنسان والإعلام الرقمي والقطاعات الاجتماعية، لمناقشة القضايا الهامة في ساحة النشاط الرقمي الفلسطيني. انقروا هنا للحصول على اجندة المنتدى.