يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان إلى الإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المعتقلين، ووضع حد فوري لاغتيالهم، ومحاسبة المسؤولين.
تم نشر هذا البيان أولاً على موقع مركز الخليج لحقوق الإنسان بتاريخ 16 حزيرن 2022
أعرب مركز الخليج لحقوق الإنسان عن قلقه إزاء الهجمات المستمرة على حرية التعبير في اليمن من قبل جميع الأطراف، بما في ذلك سجن الصحفيين، الذين يواجه بعضهم عقوبة الإعدام بسبب عملهم وقتل الصحفيين بسيارات مفخخة. يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين من الصحفيين في اليمن، وضع نهاية فورية لمحاولات قتلهم، ومحاسبة المسؤولين.
بتاريخ 15 يونيو/حزيران 2022، قُتل الصحفي صابر نعمان الحيدري، 42 سنة، مراسل قناة (أن أج كي) التلفزيونية اليابانية في عدن، بعد انفجار عبوة ناسفة مزروعة داخل سيارته في مدينة المنصورة بمحافظة عدن. أكدت مصادر محلية مقتل شخصين آخرين وإصابة شخص رابع بحروق.
سبق لمركز الخليج لحقوق الإنسان أن وثق مقتل الصحفية رشا عبدالله الحرازي، 27 سنة والحامل في شهرها التاسع، بعد انفجار عبوة ناسفة تم زرعها في السيارة التي كان يقودها زوجها الصحفي محمود العتمي بينما كان في طريقه إلى المستشفى بمدينة عدن.
لا يزال الصحفي يونس عبدالسلام أحمد عبدالرحمن، من مدينة تعز والمقيم في العاصمة صنعاء، رهن الاعتقال لدي جهاز الأمن والمخابرات بالرغم من تقديمه كفالة تجارية، قدمها تاجر معروف، للإفراج عنه. اعتقل عبدالرحمن مساء يوم 04 أغسطس/آب 2021، بعد أن خرج من أجل التخفيف عن معاناته من مرض الكأبة التي ترافقه وحسب ما وثقه مركز الخليج لحقوق الإنسان في حينه.
لقد ظل مخفياً بشكل قسري لمدة اسبوعين، وكان أفراد من جهاز الأمن والمخابرات يستخدمون هاتفه وصفحته في الفيسبوك لفترات قصيرة وبشكل متكرر. بتاريخ 18 أغسطس/آب 2021، استطاع فريق الدفاع الذي تكفل بقضيته أن ينتزع اعترافاً من جهاز الأمن والمخابرات أنه معتقل لديهم، ولم يسمحوا لهم بمقابلته ولدقائقٍ معدودة إلا في 28 سبتمبر/أيلول 2021. لقد وجدوه منهكاً جداً، قد قضى أكثر من 80 يوماً في زنزانة انفرادية.
بعد الزيارة الأولى تم منع الزيارات عنه لمدة شهر، بعدها أصبحت الزيارات نصف شهرية، حيث أخبر محاميه في الزيارة الأخيرة أنه تم توجيه تهمة مزعومة ضده هي، “التواصل مع جهات خارجية”. أعقب ذلك طلبهم ضمانة تجارية من أجل الإفراج عنه والتي بالرغم من تقديمها لهم لايزال رهن الاعتقال.
سبق وأن تم اعتقاله بتاريخ 17 أغسطس/آب 2020، بمدينة عدن من قبل القوات الأمنية التابعة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي بسبب معارضته للحملات التي كان بتعرض لها المواطنين القادمين من شمال اليمن، فتم تقييده وضربه بأعقاب البنادق. أجبرت الحملات الشعبية السلطات المحلية في مدينة عدن على إطلاق سراحه بعد 24 ساعة.
تم احتجاز النسخ المطبوعة من العدد الأول من مجلة الناصية، منذ 23 أيار/مايو 2022، بعد أن تم استكمال طبعها في اليوم نفسه في صنعاء. الناصية هي مجلة ثقافية وأدبية تأسست سنة 2021 بمدينة عدن، وقد كرست عددها الأول للسلام. لقد أصدر عدد من الكتاب والصحفيين والمحامين بياناً، نشرته مؤسسة أمجد الثقافية والحقوقية التي تصدر عنها المجلة، على صفحتها في الفيسبوك، طالب بالإفراج عن نسخ المجلة وجاء فيه، ” فاجع أن هذه الأطراف وهي تتقاتل، وهي تتهادن، تظل الثقافة والصحافة والحريات هدف مشترك بينها لقمعها.” يتوفر عددها الأول كاملاً على الأنترنت هنا.
بتاريخ 29 أيار/مايو 2022، مثل الصحفيون الأربعة، عبدالخالق أحمد عمران، أكرم صالح الوليدي، الحارث صالح حامد، و توفيق محمد المنصوري، أمام الشعبة الاستئنافية الجزائية المتخصصة في العاصمة صنعاء. لقد سبق وإن تم حُكم عليهم بالإعدام بتهمة التجسس ونشر أخبار كاذبة.
قدم فريق الدفاع، خلال هذه الجلسة، تعقيبه على رد النيابة العامة على لائحة الدفاع وتم تأجيل الجلسة لغاية 31 أغسطس/آب 2022.
أدين الصحفيون الأربعة في 11 أبريل / نيسان 2020 من قبل المحكمة الجزائية المتخصصة بالعاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة سلطات الحوثيين. تم الحُكم عليهم بالإعدام بتهمة التجسس ونشر أخبار كاذبة.
في الساعات الأولى من فجر يوم 31 أيار/مايو 2022، تم الإفراج عن الصحفي عبيد سعيد واكد من قبل إدارة البحث الجنائي بعد ساعاتٍ عدة من اعتقاله. كانت قوات تابعة لإدارة البحث الجنائي بمدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت الواقعة شرقي اليمن، قد اعتقلته على إثر بلاغ قدمته ضده فرع شركة النفط بساحل حضرموت، يرتبط بمنشور له نشره على صفحته في الفيسبوك التي يستخدمها للتعبير عن آرائه والمشاكل المزمنة التي تواجه المواطنين. قامت القوات الأمنية خلال احتجازه بمصادرة هواتفه النقالة ومنعه من التواصل مع أسرته أو محاميه ورفضت الإفراج عنه بكفالة بالرغم من امتثاله للتحقيق، وساهمت حملات التضامن التي قام بها زملائه وبقية المواطنين ومنظمات المجتمع المدني وفي مقدمتها نقابة الصحفيين اليمنيين في سرعة الإفراج عنه.
في محافظة حضرموت أيضاً وبتاريخ 30 أيار/مايو 2022، أصدرت المحكمة الجزائية بحضرموت أصدرت حكمها بالسجن لمدة سنة واحدة مع وقف التنفيذ ضد الصحفي ورئيس لحنة الحقوق والحريات بفرع نقابة الصحفيين اليمنيين بمحافظة حضرموت عوض صالح كشميم. يرتبط الحكم بالآراء التي ينشرها كشميم في وسائل الإعلام المختلفة ومن بينها صفحته على الفيسبوك.
بتاريخ 31 أيار/مايو 2022، تم اعتقال المصور الصحفي أنور الشريف في مديرية الخوخة، جنوب مدينة الحديدة، من قبل ما يسمى قوات المقاومة الوطنية التي يقودها عضة المجلس الرئاسي طارق صالح، بعد اتهامه بتصوير منطقة عسكرية بطائرة تصوير صغيرة (درون). أكدت مصادر محلية مطلعة أن حادثة التصوير قد جرت في محيط أحد المساجد الأثرية القديمة وبرفقة المدير العام لمكتب الثقافية في الحكومة المحلية لمحافظة الحديدة. لقد تم الإفراج عنه في 02 يونيو/حزيران 2022.
يستخدم الشريف، وهو صحفي ومصور فوتوغرافي وتلفزيوني، صفحته على الفيسبوك لنشر بعض من صوره، ويعمل لدى مؤسسة الأمين للمساعدة الإنسانية.
التوصيات
يدعو مركز الخليج لحقوق الإنسان الآليات الدولية، بما في ذلك آليات الأمم المتحدة، وكذلك الاتحاد الأوروبي والحكومات التي لها نفوذ في اليمن، إلى مواصلة دعوة جميع أطراف النزاع إلى إطلاق سراح جميع سجناء الرأي، بما في ذلك الصحفيين؛ إنهاء قتل الصحفيين ومحاسبة المسؤولين؛ احترام حرية الصحافة؛ ووقف احتجاز الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والأكاديميين والناشطين على الإنترنت. يجب أن يؤكدوا على حماية الحريات العامة وحريات المواطنين المدنيين والإنسانية.