كيف أثارت المنافسات الحزبية السياسية ارتفاعًا في عمليات الاعتقال والعنف ضد الصحفيين.
تم نشر هذا المقال أولاً على موقع لجنة حماية الصحفيين بتاريخ 9 ايلول 2019
قال الصحفي المستقل غودار زيباري، عندما التقت معه لجنة حماية الصحفيين في بهو خالي من الرواد في فندق في أربيل، “منذ بدأت العمل في الصحافة قبل تسع سنوات، بقيت تحت ضغط مستمر من أسرتي وعشيرتي ومجتمعي المحلي كي أتخلى عن الصحافة. وقد طلبَتْ قوات الأمن من أصدقائي أن يقطعوا علاقاتهم بي”.
يغطي زيباري الأخبار المحلية لعدة محطات تلفزيونية وإذاعية، وقال إنه تعرض لاعتداءات واحتُجز عدة مرات، كما تمت مصادرة معداته أو تحطيمها. وهو يقطن في البهدينانية في محافظة دهوك الواقعة في شمالي غرب العراق، وقد بدأ يشعر بالإرهاق من الإساءات والضغوط ونقص الحماية للصحفيين المحليين، وقال إنه يفكر في مغادرة كردستان العراق.
وقال زيباري، الذي يعمل مع وسائل إعلام غير حزبية، “لقد باتت حرية الصحافة على حافة الانقراض. ويُعتبر التحدث عن الصحفيين القتلى، من قبيل الصحفي وداد حسين، خطاً أحمر. كما أن التغطية الصحفية بشأن الفساد الذي يتورط فيه أعضاء الحزب الحاكم أو عن أي علاقة للفساد بأسرة البرزاني الحاكمة هو أمر مستحيل. ولا يتمتع الصحفيون المستقلون بأي حقوق في كردستان”.
كان زيباري واحداً من خمسة صحفيين التقت معهم لجنة حماية الصحفيين في أربيل والسليمانية في وقت مبكر من هذا العام. وقد تحدثوا جميعاً عن الكيفية التي أدت فيها النزاعات بين الحزبيين الكرديين العراقيين الرئيسيين (الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم، الذي يحكم منطقتي أربيل ودهوك، والاتحاد الوطني الكردستاني، الذي يحكم منطقة السليمانية) إلى بروز مشاكل تؤثر على الصحفيين وعلى الناس الذين يقابلونهم في تعاملهم مع السلطات. ونظراً لهيمنة الإفلات من العقاب في حالات العنف ضد الصحافة، إضافة إلى غياب الاستقلال الحقيقي للقضاء، وعدم وجود هيئة تنظيمية للصحافة، بات الصحفيون يشعرون بالضعف ويواجهون تهديداً كبيراً بالتعرض للاعتداءات.